عنوان الكتاب: مختصر المعاني

إذ فرق[1] بين أن يكون في الشيء معنى الشيء وأن يكون الشيءُ الشيءَ على الإطلاق، فليس كلّ كلام[2] يصحّ فيه ½مَا¼ و½إلاّ¼ يَصحّ فيه ½إنّما¼ صرّح بذلك الشيخ في "دلائل الإعجاز"، ولمّا اختلفوا في إفادة ½إنّما¼ القصرَ وفي تضمّنه[3] معنى ½مَا¼ و½إلاّ¼ بيَّنه بثلاثة أوجه فقال: (لقول المفسِّرين: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ﴾ [البقرة:١٧٣] بالنصب معناه ½ما حرَّم عليكم إلاّ الميتةَ¼ و) هذا المعنى[4] (هو المطابق لقراءة الرفع) أي: رفعِ الميتة، وتقريرُ هذا الكلام أنّ في الآية ثلاثَ قراءات: ½حَرَّمَ¼ مبنيًّا للفاعل مع نصبِ ½الميتة¼ ورفعِها[5] و½حُرِّمَ¼


 



[1] قوله: [إذ فرق إلخ] علّة للنفي. قوله ½بين أن يكون في الشيء معنى الشيء¼ وذلك كما في التضمّن كتضمّن ½إنّما¼ معنى ½مَا¼ و½إلاّ¼. قوله ½وأن يكن الشيءُ الشيءَ على الإطلاق¼ أي: من كلّ وجه, وذلك كما في المترادفين فالأوّل لا يقتضي كونه كهو من كلّ وجه والثاني يقتضي ذلك.

[2] قوله: [فليس كلّ كلام إلخ] تفريع على قوله ½ليس بمعنى مَا وإلاّ¼. قوله ½يصحّ فيه إنّما¼ فإنّ الأمر الذي شأنه أن ينكر يصحّ أن يستعمل له ½مَا¼ و½إلاّ¼ ولا يصحّ أن يستعمل له ½إنّما¼ لأنّه إنما يستعمل لما شأنه أن لا ينكر, وسيأتي هذا في قول المصـ ½وأصل الثاني أن يكون ما استعمل له ممّا يجهله المخاطب وينكره بخلاف الثالث¼ والمراد بالثاني ½مَا¼ و½إلاّ¼ وبالثالث ½إنما¼.

[3] قوله: [وفي تضمّنه إلخ] من عطف السبب على المسبَّب. قوله ½بيّنه¼ أي: بيّن تضمّنَ ½إنّما¼ معنى ½مَا¼ و½إلاّ¼ وإفادتَه القصرَ.

[4] قوله: [هذا المعنى] أي: المعنى المذكور لـ½إنما¼ في الآية. قوله ½أي: رفعِ الميتة¼ إشارة إلى أنّ اللام في ½الرفع¼ عوض عن المضاف إليه, أي: قراءة الآية بنصب الميتة يوافق معناها معنى قراءتها برفعها في إفادة القصر وإن اختلف طريق القصر فيهما فالطريق في الأولى هو ½إنّما¼ وفي الثانية هو تعريف الطرفين.

[5] قوله: [مع نصبِ ½الميتة¼ ورفعِها] أمّا النصب فعلى أنه مفعول لـ½حَرَّمَ¼ وأمّا الرفع فعلى أنه خبر لـ½إنّ¼ وهي قراءة شاذّة. قوله ½مع رفع الميتة¼ أي: على أنّه نائب الفاعل لـ½حُرِّمَ¼ وهي شاذّة أيضاً. قوله ½الكُوَاشيّ¼ بضمِّ الكاف وتخفيفِ الواو, نسبة إلى كُواشة حصن من أعمال الموصل, وهو الإمام موفق الدين أحمد بن يوسف بن الحسين الكُواشيّ, كان من الأكابر ينفق من الغيب وله كرامات عدة.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471