عنوان الكتاب: مختصر المعاني

للاختلاف في لفظ ½حرّم¼ بل في لفظ ½الميتة¼ رفعاً ونصباً، وأمّا على القراءة الثالثة أعني: رفع ½الميتة¼ و½حرّم¼ مَبنياً للمفعول فيحتمل أن يكون ½مَا¼ كافّة أي: ½ما حُرِّمَ عليكم إلاّ الميتةُ¼ وأن تكون موصولةً[1] أي: ½إنّ الذي حُرِّمَ عليكم هو الميتةُ¼، ويرجّح هذا ببقاء ½إنّ¼ عاملةً على ما هو أصلها، وبعضهم توهّم أنّ مراد السكّاكي والمصنّف بقراءة الرفع هذه القراءةُ الثالثة فطالَبَهما بالسبب في اختيار كونها موصولةً[2] معَ أنّ الزَّجّاج اختار أنّها كافّة (ولقول النحاة: ½إنّما¼ لإثباتِ ما يُذكَر بعدَه ونَفْيِ ما سِواه) أي: سوى ما يذكَر بعده، أمّا في قصر الموصوف نحو ½إنّما زيد قائم¼ فهو لإثباتِ قيام زيد ونفْيِ ما سواه[3] مِن القعود ونحوِه وأمّا في قصر الصفة نحو ½إنّما يقوم زيد¼ فهو لإثباتِ قيامه ونفْيِ ما سواه من قيام عمرو وبكر وغيرهما (ولصحّةِ انفصالِ الضميرِ معه) أي: معَ ½إنّما¼ نحو: ½إنّما يقوم أنا¼ فإنّ الانفصال إنّما يجُوز عند تعذّر الاتّصال ولا تعذّر ههنا إلاّ بأن يكون المعنى[4]: ½ما يقوم


 



[1] قوله: [وأن تكون موصولةً] أي: فالقصر حاصل على كلٍّ من الاحتمالين أمّا على الأوّل فبـ½إنما¼ وأمّا على الثاني فبالتعريف الجنسيّ. قوله ½ويرجّح هذا¼ أي: يرجّح الاحتمال الثاني بأنّ ½إنّ¼ تبقى على ما هو الأصل فيها من العمل.

[2] قوله: [في اختيار كونها موصولة] حيث قالا: ½وهو المطابق لقراءة الرفع لما مرّ¼ فإنّه مبنيّ على أنّ ½مَا¼ في ½إنّما¼ موصولة إذ لو كانت كافّة لم تستند في إفادة القصر إلى ما مرّ في تعريف المسند بل إلى تضمّنه معنى ½مَا¼ و½إلاّ¼ كما في قراءة النصب.

[3] قوله: [ونفيِ ما سواه] أي: نفي ما سوى قيام زيد ممّا يقابله كالقعود لأنّ الكلام في القصر الإضافيّ. قوله ½من القعود¼ بيان لـ½مَا¼. قوله ½نحوِه¼ كالاضطجاع.

[4] قوله: [إلاّ بأن يكون المعنى إلخ] أي: وعند الاتّصال بأن تقول ½إنما أقوم¼ يفوت هذا المعنى فالمانع من الاتّصال معنويّ لا لفظيّ. قوله ½بين الضمير¼ وهو ½أنا¼. قوله ½وعامله¼ وهو ½يقوم¼, وفيه أنّ ½يقوم¼ للغائب و½أنا¼ للمتكلِّم! اللهمّ إلاّ أن يقال الفاعل في الحقيقة محذوف أي: ½ما يقوم أحد إلاّ أنا¼. قوله ½فصلٌ¼ أي: بـ½إلاّ¼ المقدَّرة, والفصل من أسباب تعذّر الاتّصال. قوله ½لغرض¼ وهو الحصر.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471