عنوان الكتاب: مختصر المعاني

لأنه كان يصحّ[1] أن يقال: ½إنّما أدافع عن أحسابهم أنا¼ على أن يكون ½أنا¼ تأكيداً وليست ½مَا¼ موصولةً[2] اسمَ ½إنّ¼ و½أنا¼ خبرَها إذ لا ضرورة في العدول عن لفظِ ½مَن¼ إلى لفظ ½مَا¼ (ومنها التقديم) أي: تقديمُ ما حقُّه التأخيرُ[3] كتقديم الخبرِ على المبتدأ أو المعمولاتِ على الفعل (كقولك في قصره) أي: قصر الموصوف (½تَميميٌّ أنا¼) كان الأنسب ذِكر المثالين[4] لأنّ التميميّة والقَيسِيّة إنْ تنافَيَا لم يَصلح هذا مثالاً لقصر الإفراد وإلاّ لم يصلح لقصر القلب بل للإفراد (وفي قصرها: ½أنا كَفَيتُ مهمَّك¼) إفراداً أو قلباً أو تعييناً بحسَب اعتقاد المخاطَب[5] (وهذه الطُرُق الأربعة) بعد اشتراكها في إفادة القصر (تختلف مِن وجوه،


 



[1] قوله: [لأنّه كان يصحّ إلخ] حاصل هذا الجواب أنّ هنا مخلصاً للشاعر عن ارتكاب الفصل المحوِّج لجعل الفعل غيبة وهو أن يؤتى بفعل المتكلِّم ثمّ يؤتى بالضمير تأكيداً للمستكنّ, وهذا الجواب إنما يتمّ على قول ابن مالك إنّ الضرورة ما ليس للشاعر عنه مندوحة ولا مخلص له عنه لا على قول الجمهور إنّ الضرورة ما وقع في الشعر.

[2] قوله: [وليست ½مَا¼ موصولةً إلخ] جواب عن منع وارد على استشهاد المتن بالبيت وهو أنّا لا نسلِّم أنّ فصل الضمير لكون ½إنما¼ متضمِّناً لمعنى ½ما¼ و½إلاّ¼ لأنّ ½مَا¼ في ½إنما¼ موصولةٌ اسمُ ½إنّ¼ وجملة ½يدافع عن أحسابهم¼ صلتها و½أنا¼ خبر ½إنّ¼ ففصل الضمير لكونه خبراً, وحاصل الجواب أنّ المقام مقام الافتخار فلا يناسبه تعبير الشاعر عن نفسه بـ½ما¼ التي هي لغير العاقل مع إمكان التعبير عنه بـ½مَنْ¼ واستقامة الوزن, وأيضاً لو كانت موصولة لكتبت مفصولة عن ½إنّ¼.

[3] قوله: [ما حقّه التأخير] خرج به ما وجب تقديمه كـ½أين¼ و½متى¼. قوله ½أو المعمولاتِ¼ كالمفعول والجارّ والحال. قال: ½تميميّ أنا¼ فالتقديم فيه مفيد لقصر المتكلِّم على كونه تميميًّا.

[4] قوله: [ذِكر المثالين] بأن يكون أحدهما لقصر القلب وهو ما يتنافى فيه الوصفان والآخر لقصر الإفراد وهو ما لا يتنافيان فيه, والمثال المذكور لا يصلح لكلا القصرَين, وفي تعبيره بالأنسب إشارة إلى إمكان صلاحيّة المثال المذكور للقصرَين بأن يقال إنّ قولك ½تميميّ أنا¼ لمن يردِّدك بين قيس وتميم قصر تعيين, ولمن ينفيك عن تميم ويلحقك بقيس قصر قلب ولمن يعتقد أنك تميميّ وقيسيّ من جهتين قصر إفراد, ويجوز النسبة إلى قبيلتين فإنّ النسبة تكون بالوَلاء وبالنسب.

[5] قوله: [بحسب اعتقاد المخاطب] أي: إفراداً لمن اعتقد أنك مع الغير كفيته, وقلباً لمن اعتقد انفراد الغير به, وتعييناً لمن اعتقد اتّصافَ أحدكما به.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471