عنوان الكتاب: مختصر المعاني

فدلالة الرابع) أي: التقديم (بالفَحْوَى) أي: بمفهوم الكلام[1] بمعنى أنه إذا تأمّل صاحبُ الذَّوق السليم فيه فَهِم القصرَ وإن لم يَعرف اصطِلاح البلغاء في ذلك (و) دلالة الثلاثة (الباقيةِ بالوَضع) لأنّ الواضع وَضعَها[2] لِمعانٍ تُفيد القصرَ (والأصل) أي: الوجه الثاني من وجوه الاختلاف أنّ الأصل (في الأوّل) أي: طريق العطف (النصّ على المُثبَت والمَنفيّ كما مرّ[3] فلا يُترَك) النصّ عليهما (إلاّ لِكَراهة الإطناب كما إذا قيل: ½زَيدٌ يَعلم النحو والتصريف والعروض¼ أو ½زيد يعلم النحو وعمرو وبكر¼ فتقولُ فيهما) أي: في هذين المقامين (½زيد يعلم النحو لا غيرُ¼) أمّا في الأوّل فمعناه[4] ½لا غير النحو¼ أي: لا التصريف ولا العروض وأمّا في الثاني فمعناه ½لا غيرُ زيدٍ¼ أي: لا عمرو ولا بكر، وحُذف المضاف إليه من ½غير¼ وبُنِي على الضمّ[5] تشبيهاً بالغايات،


 



[1] قوله: [أي: بمفهوم الكلام] تفسير للفحوى. قوله ½بمعنى إلخ¼ بيانٌ لطريق فهم القصر من التقديم وإشارةٌ إلى أنّ في الكلام حذفاً والمعنى: أنّ دلالة التقديم على القصر بالتأمّل فيما يفهم من الكلام.

[2] قوله: [وَضعَها إلخ] أي: وضع ½لاَ¼ و½بَلْ¼ والنفيَ والاستثناءَ و½إنما¼ لمعانٍ تفيد القصرَ إلاّ أنّ أحوال القصر من كونه إفراداً أو قلباً أو تعييناً إنما تستفاد منها بمعونة المقام وهي المقصودة في هذا الفنّ دون ما استفيد منها بمجرّد الوضع.

[3] قال: [كما مرّ] من الأمثلة, فإنّ في ½لاَ¼ المعطوف عليه هو المثبت والمعطوف هو المنفيّ, وفي ½بَلْ¼ بالعكس. قال: ½إلاّ لكراهة الإطناب¼ أو لتأتّي الإنكار لدى الحاجة إليه أو قصد الإبهام أو استهجان ذكر المتروك أو نحو ذلك.

[4] قوله: [أمّا في الأوّل فمعناه إلخ] أي: أمّا قولك ½زيد يعلم النحو لا غير¼ ردًّا لمن قال ½زيد يعلم النحو والتصريف والعروض¼ فمعناه: ½لا غير النحو إلخ¼ فيكون من قصر الموصوف على صفة واحدة من الصفات التي أثبتها له المخاطب. قوله ½أي: لا التصريف ولا العروض¼ إشارة إلى أصل التركيب الذي ترك لكراهة الإطناب, وقس عليه قوله ½وأمّا في الثاني فمعناه إلخ¼.

[5] قوله: [وبُنِي على الضمّ] أي: لقطعه عن الإضافة, وهذا هو مذهب البصريين وأمّا الكوفيون فيبنونه على الفتح. قوله ½بالغايات¼ وهي ½قبل¼ و½بعد¼ ونحوهما, وإنما سمّيت هذه الظروف بالغايات لأنّ الغاية في الحقيقة ما بعدها وهو المضاف إليه المحذوف لكن لمّا حذف ونوي معناه وأدي بها سمّيت غايات.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471