عنوان الكتاب: مختصر المعاني

وهذا الشرط[1] مفقود في النفي والاستثناء لأنّك إذا قلت: ½ما زيد إلاّ قائم¼ فقد نفَيتَ عنه كلَّ صفة وقع فيها التنازُع حتّى كأنّك قلتَ: ليس هو بقاعد ولا نائم ولا مضطجع ونحو ذلك، فإذا قلت: ½لا قاعد¼ فقد نفيتَ عنه بـ½لاَ¼ العاطفةِ شيئاً هو مَنفيّ قبلَها بـ½مَا¼ النافيةِ، وكذا الكلام[2] في ½ما يقوم إلاّ زيد¼، وقولُه: ½بغيرها¼ يعني مِن أدَوات النفْي[3] على ما صرّح به في "المفتاح"، وفائدتُه[4] الاحتراز عمّا إذا كان منفيًّا بفحوَى الكلام أو علمِ المتكلّم أو السامع أو نحوِ ذلك كما سيجيء في بحث ½إنّما¼، لا يقال: هذا يقتضي[5] جوازَ أن يكون منفيًّا قبلَها بـ½لاَ¼ العاطفةِ الأخرى نحو: ½جاءني الرجالُ لا النساءُ لا هندٌ¼ لأنّا نقول: الضمير لذلك المشخّص[6] أي: بغير ½لاَ¼ العاطفةِ التي نُفي بها ذلك المَنفيُّ،


 



[1] قوله: [وهذا الشرط إلخ] أي: عدمُ كون المنفيّ بـ½لاَ¼ منفيًّا قبلها بغيرها. قوله ½مفقود في النفي والاستثناء¼ أي: فلا يجامع النفي بـ½لاَ¼ النفيَ والاستثناء لفقدان شرط المنفيّ بـ½لاَ¼ فيه.

[2] قوله: [وكذا الكلام إلخ] أي: فإذا قلت ½ما يقوم إلاّ زيد¼ فقد نفيت القيام عن كلّ موصوف وقع فيه التنازع حتّى كأنّك قلت ليس القائم عمراً ولا بكراً ونحو ذلك, فإذا قلت ½لا بكر¼ فقد نفيت عن بكر بـ½لاَ¼ العاطفة شيئاً هو منفيّ قبلها بـ½مَا¼ النافيةِ, وهذا في قصر الصفة والأوّل في قصر الموصوف.

[3] قوله: [يعني مِن أدَوات النفْي] لمّا كان الغير في ½بغيرها¼ شاملاً لكلّ غير ½لاَ¼ ينفى به كأدوات النفي وفحوى الكلام ولم يكن ذلك مراداً أتى الشارح بالعناية وفسّره بأدوات النفي وخصّصه بها ليخرج عنه ما كان منفيًّا بغير أدوات النفي فإنّه يجوز نفيه بـ½لاَ¼.

[4] قوله: [وفائدته] أي: وفائدة تخصيص الغير بأدوات النفي. قوله ½منفيًّا بفحوَى الكلام¼ فإنّه يجوز نفيه بـ½لاَ¼ نحو ½زيداً ضربت لا بكراً¼. قوله ½أو علمِ المتكلِّم¼ كقولك ½قام زيد لا عمرو¼ مع علمك بأنّ القيام منفيّ عن عمرو. قوله ½أو نحو ذلك¼ كالأفعال المتضمِّنة للنفي وليس هو معناها صريحاً كـ½أبَى¼ و½امتنع¼ و½كفّ¼ فإنّ معناها الصريح الإباء والامتناع والكفّ تقول ½أبى زيد لا بكر¼.

[5] قوله: [هذا يقتضي إلخ] أي: قولُ المصـ ½شرط المنفيّ بـ½لاَ¼ العاطفةِ أن لا يكون منفيًّا قبلها بغيرها¼ أي: بغير ½لاَ¼ يقتضي إلخ لأنّه لم يشترط أن لا يكون منفيًّا قبلها بـ½لاَ¼.

[6] قوله: [الضمير لذلك المشخّص إلخ] حاصله أنّ المراد بقوله ½بغيرها¼ بغير شخص ½لاَ¼ التي نفي بها ذلك المنفيّ ولا شكّ أنّ ½لاَ¼ التي نفي بها مجيء النساء في المثال المذكور غير شخص ½لاَ¼ التي نفي بها مجيء هند, فيقتضي كلام المصـ بطلانَ المثال المذكور لا جوازَه.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471