وذَكر بعض النحاة[1] أنّ ½لاَ¼ في ½لا غير¼ ليست عاطفة بل لنفْيِ الجنس (أو نحوَه) أي: نحوَ ½لا غير¼[2] مِثلُ ½لا ما سواه¼ و½لا مَن عداه¼ وما أَشبهَ ذلك (و) الأصل (في) الثلاثة (الباقية النصّ على المُثبَت فقط) أي: دون المَنفيّ[3] وهو ظاهر (والنفْي) أي: الوجه الثالث من وجوه الاختلاف أنّ النفي بـ½لاَ¼ العاطفةِ (لا يُجامِع الثانِيَ) أعني: النفيَ والاستثناء، فلا يصحّ ½ما زيد إلاّ قائم لا قاعد¼، وقد يقع مثل ذلك في كلام المصنّفِين[4] (لأنّ شرط المَنفيّ بـ½لاَ¼ العاطفةِ أن لا يكون) ذلك المنفيّ (منفيًّا قبلَها بغيرها) مِن أَدَوات النفْي لأنّها موضوعة لأنْ تَنفِي بها ما أوجبتَه للمتبوع لا لأنْ تُعيدَ بها النفيَ في شيء قد نَفيتَه،...........................................
[1] قوله: [وذكر بعض النحاة إلخ] وهو الرضي, وهذا إشارة إلى إيراد على عدّ المصـ ½لاَ¼ في ½لا غير¼ من طرق العطف. قوله ½بل لنفي الجنس¼ أي: وعلى هذا القول فالقصر حاصل نظراً إلى المعنى لأنّ معنى ½زيد شاعر لا غير¼: ما شاعر إلاّ زيد, فيعود إلى النفي والاستثناء.
[2] قوله: [أي: نحوَ ½لا غير¼] كان الظاهر أن يقول: ½أي: نحوَ ½زيد يعلم النحو لا غير¼ إلخ¼؛ لأنّ قول المصـ ½أو نحوَه¼ عطف على مقول القول وهو جملة ½زيد يعلم النحو لا غير¼ لكنّ الشارح اقتصر في التفسير على إرجاع الضمير إلى ½لا غير¼ إشارة إلى أنّ الغرض الأهمّ من قول المصـ ½أو نحوَه¼ بيان أنّه لا اختصاص للفظ ½لا غير¼ هنا. قوله ½لا ما سواه¼ ناظر إلى الأوّل أي: لا ما سوى النحو من التصريف والعروض. قوله ½لا مَن عداه¼ ناظر إلى الثاني أي: لا من عدا زيداً من عمرو وبكر. قوله ½أو ما أشبه ذلك¼ نحو ½ليس غير¼ و½ليس إلاّ¼.
[3] قوله: [دون المَنفيّ] أي: لا يصرّح فيها بالمنفيّ وإنما يدلّ عليه ضمناً تقول: ½ما أنا إلاّ تميميّ¼ و½إنما أنا تميميّ¼ و½تميميّ أنا¼ فإنك أثبت كونك تميميًّا صريحاً ونفيت كونك قيسيًّا ضمناً فقط.
[4] قوله: [في كلام المصنِّفين] أي: لا في كلام البلغاء الذين يستشهد بكلامهم, وفيه تعريض بصاحب "الكشّاف" حيث قال في تفسير قوله تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ﴾ [آل عمران:١٥٩] ½أي: لأنّ الأصلح لك لا يعلمه إلاّ الله لا أنت¼.