صور لا تغيب عن خيال وهي في خيال آخر ممّا لا تقع قطّ (ولصاحب علم المعاني فضل احتياج إلى معرفة الجامع) لأنّ معظّم أبوابه الفصل والوصل وهو مبنيّ على الجامع (لاسيّما) الجامع (الخياليّ فإنّ جمعه[1] على مجرى الإلف والعادة) بحسَب انعقاد الأسباب[2] في إثبات الصور في خزانة الخيال وتباينُ الأسباب ممّا يفوته الحصر، فظهر[3] أن ليس المراد بالجامع العقليّ ما يدرك بالعقل وبالوهمي ما يدرك بالوهم وبالخيالي ما يدرك بالخيال لأنّ التضادّ[4] وشبهه ليسا من المعاني التي يدركها الوهم وكذا التقارن في الخيال ليس من الصور التي تجتمع في الخيال بل جميع ذلك[5] معان معقولة، وقد خفي هذا على كثير من
[1] قال: [فإنّ جمعه إلخ] أي: لأنّ الجمع بسبب الجامع الخياليّ إلخ, وهذا علّة لقوله ½لا سيّما إلخ¼. قال: ½على مجرى الإلف والعادة¼ أي: مبنيّ على جريانِ الشيء المألوف المعتاد ووقوعِه وقوعاً متكرِّراً في الخيالات والنفوس فبذلك يحصل الاقتران الذي هو الجامع.
[2] قوله: [بحسَب إلخ] متعلِّق بقوله ½مجرى¼ أي: إنّ الجمع بسبب الجامع الخياليّ مبنيّ على وجود الصور المألوفة في الخيال ووجودُها فيه بحسب وجود الأسباب المقتضية لإثباتِ تلك الصور واقترانِها في الخيال كصنعة الكتابة فإنها سبب لاقتران القلم والدواة. قوله ½خزانة الخيال¼ الإضافة للبيان. قوله ½وتباينُ الأسباب¼ من إضافة الصفة إلى الموصوف أي: والأسباب المتباينة وهذا مبتدأ خبره قوله ½ممّا يفوته الحصر¼ أي: ممّا يتجاوزه الحصر ولا يتسلّط عليه أي: ممّا يُفوِّت الحصرَ.
[3] قوله: [فظهر إلخ] تفريع على تفسيره للجوامع الثلاثة بما تقدّم أي: فظهر ممّا تقدّم من تفسيرنا أن ليس المراد بالجامع العقليّ خصوص ما يُدرَك بالعقل بل المراد به أمر بسببه يقتضي العقل اجتماع الشيئين في المفكِّرة سواء كان من مُدرَكاته بنفسه أو لا, وليس المراد بالجامع الوهميّ خصوص ما يُدرَك بالوهم بل المراد به أمر بسببه يقتضي الوهم اجتماعهما فيها سواء كان من مُدرَكاته بنفسه أو لا, وكذا الخياليّ.
[4] قوله: [لأنّ التضادّ إلخ] تعليل للنفي, وإنّما لم يلتفت إلى الجامع العقليّ لصحّة إدراك العقل ما ذكره المصـ فيه من الاتّحاد والتماثل والتضايف. قوله ½ليس من الصور¼ أي: بل هو وصف للصور.
[5] قوله: [بل جميع ذلك] أي: جميع الجوامع المتقدِّمة وهي سبعة. قوله ½معان معقولة¼ أي: مُدرَكة بالعقل لكونها معاني كليّة. قوله ½وقد خفي هذا¼ أي: وقد خفي المراد بالجوامع على كثير من الناس وزعموا أنّ الجامع العقليّ والوهميّ والخيالي ما يدرك بالعقل والوهم والخيال فاعترضوا إلخ.