(ولذلك[1] تجد الضدّ أقرب خطوراً بالبال مع الضدّ) من المغايرات[2] الغير المتضادّة يعني أنّ ذلك مبنيّ على حكم الوهم وإلاّ فالعقل يتعقّل كلاًّ منهما ذاهلاً عن الآخر (أو خياليّ) وهو أمر[3] بسببه يقتضي الخيال اجتماعَهما في المُفكِّرة وذلك (بأن يكون بين تصوّريهما تقارن في الخيال سابق) على العطف[4] لأسباب مؤدِّية إلى ذلك (وأسبابه) أي: وأسباب التقارن في الخيال (مختلفة[5] ولذلك اختلفت الصور الثابتة في الخيالات ترتّباً ووضوحاً) فكم من صور لا انفكاك بينها في خيال وهي في خيال آخر ممّا لا تجتمع أصلاً وكم من
[1] قال: [ولذلك إلخ] أي: ولأجل تنزيل الوهم التضادّ وشبهه منزلة التضايف بالمعنى المذكور وهو أنه متى خطر أحد الضدّين في الوهم خطر فيه الآخر تجد الضدّ أقرب خطوراً بالبال أي: في الوهم.
[2] قوله: [من المغايرات إلخ] إشارة إلى المفضَّل عليه المحذوف لظهوره. قوله ½الغير المتضادّة¼ أي: بعضها مع بعض. قوله ½يعني إلخ¼ تفسير لقوله ½ولذلك إلخ¼. قوله ½ذلك¼ أي: كون التضادّ وشبهه جامعاً, أو أقربيّة خطور الضدّ مع ضدّه. قوله ½مبنيّ على حكم الوهم¼ أي: مبنيّ على إدراك الوهم وتصوّره حكماً على خلاف الواقع فيلحق الضدّين بالمتضايفين. قوله ½وإلاّ إلخ¼ أي: وإن لم يكن ذلك مبنيًّا على حكم الوهم بل كان على حكم العقل فلا يصحّ لأنّه يتعقّل كلاًّ من الضدّين غافلاً عن الآخر.
[3] قوله: [وهو أمر] كالتقارن في الخيال. قوله ½يقتضي الخيال¼ أي: وإن كان العقل إذا خلّي ونفسَه لا يقتضي اجتماعهما في المفكِّرة. قوله ½وذلك إلخ¼ أي: والجامع الخياليّ يصوّر بأن يكون إلخ.
[4] قوله: [على العطف] يتعلِّق بقوله ½سابق¼ وهو صفة لقوله ½تقارن¼ أي: يكون التقارن بينهما في خيال المخاطب سابقاً على العطف ليكون مصحِّحاً للعطف وأمّا لو كان التقارن حاصلاً بالعطف فلا يكفي, وقيل الظاهر أنّ هذا القيد لبيان الواقع لا للاحتراز. قوله ½لأسباب إلخ¼ متعلِّق بقوله ½تقارن¼ أي: بأن يكون بينهما تقارن في الخيال لأجل أسباب مؤدِّية إلى ذلك التقارن.
[5] قال: [مختلفة] أي: باختلاف الأشخاص والأزمان والأمكنة. قوله ½ترتّباً ووضوحاً¼ تمييز محوَّل من فاعل ½اختلفت¼ أي: اختلف ترتّبُ الصور ووضوحُها, والمراد بالترتّب الاجتماع وبالوضوح عدم الغيبة كما يدلّ عليه الشرح فقوله ½فكم من صور لا انفكاك إلخ¼ راجع لحصول الترتّب وعدمه, وقوله ½وكم من صور لا تغيب إلخ¼ راجع إلى حصول الوضوح وعدمه ففي كلامه لفّ ونشر مرتّب.