عنوان الكتاب: مختصر المعاني

فيما يعمّ[1] المحسوسات والمعقولات فإنّ الأوّل هو الذي يكون سابقاً على الغير ولا يكون مسبوقاً بالغير والثاني هو الذي يكون مسبوقاً بواحد فقط فأشبها المتضادّين باعتبار اشتمالهما على وصفين لا يمكن اجتماعهما، ولم يجعلا[2] متضادّين كالأسود والأبيض لأنّه قد يشترط في المتضادّين أن يكون بينهما غاية الخلاف ولا يخفى أن ّمخالفة الثالث والرابع وغيرهما للأوّل أكثر من مخالفة الثاني له مع أنّ العدم معتبر[3] في مفهوم الأوّل فلا يكون وجوديًّا (فإنّه) أي: إنّما جُعِل[4] التضادُّ وشبهُه جامعاً وهميًّا لأنّ الوهم (ينزِّلهما منزلة التضايف) في أنه[5] لا يحضره أحد المتضادَّين أو الشبيهَين بهما إلاّ ويحضره الآخر


 



[1] قوله: [فيما يعمّ إلخ] فيقال ½المولود الأوّل سابق والمولود الثاني مسبوق¼ و½علم الأب أوّل وعلم الابن ثان¼. قوله ½فإنّ الأوّل إلخ¼ أي: وإنّما كان بينهما شبه تضادّ لأنّ معنى لفظ الأوّل الشيء الذي إلخ. قوله ½والثاني إلخ¼ أي: ومعنى لفظ الثاني الشيء الذي إلخ. قوله ½فأشبها إلخ¼ أي: فأشبه الأوّل والثاني إلخ. قوله ½على وصفين إلخ¼ وهما عدم المسبوقيّة أصلاً والمسبوقيّة بواحد.

[2] قوله: [ولم يجعلا إلخ] جواب سؤال وهو أنه لِم لَم يجعل الأوّل والثاني متضادّين مع أنهما مشتملان على الوصفين المتضادّين كالأسود والأبيض, وحاصل الجواب أنه يشترط في المتضادّين أن يكون بينهما غاية الخلاف وهذا الشرط مفقود هنا إذ لا يخفى أنّ مخالفة الثالث والرابع إلخ.

[3] قوله: [مع أنّ العدم إلخ] جواب ثان عن السؤال المذكور, وإنّما جاء به لأنّ الاشتراط المذكور في الجواب الأوّل إنّما هو في التضادّ الحقيقيّ لا في مطلق التضادّ كما أشار إليه بقوله ½قد يشترط إلخ¼, وحاصل هذا الجواب أنّ التضادّ إنّما يكون بين الأمرين الوجوديّين والأوّل عدميّ فلا تضادّ بينهما.

[4] قوله: [أي: إنّما جُعِل إلخ] إشارة إلى أنّ قوله ½فإنّه ينزِّلهما إلخ¼ توجيه لجعل التضادّ وشبهه جامعاً وهميًّا وإلى أنّ ضمير ½فإنه¼ يرجع إلى الوهم.

[5] قوله: [في أنه إلخ] أي: في أنّ الوهم إلخ, وهذا متعلِّق بـ½منزلة¼. قوله ½لا يحضره¼ أي: لا يحضر فيه, وكذا يقال فيما بعده, والحاصل أنّ التضادّ أو شبهه عند الوهم كالتضايف عند العقل فكما لا ينفكّ أحد المتضايفين عن الآخر عند العقل بل متى خطر عنده أحدهما خطر الآخر وبهذا الارتباط يجمعهما العقل عند المفكِّرة كذلك لا ينفكّ أحد المتضادّين أو الشبيهين بهما عن الآخر وبهذا الارتباط يجمعهما الوهم عند المفكِّرة.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471