الكفر إنكار شيء من ذلك فيكون وجوديًّا فيكونان متضادّين (وما يتّصف بها) أي: بالمذكورات كالأسود والأبيض[1] والمؤمن والكافر وأمثال ذلك فإنّه يعدّ من المتضادّين باعتبار الاشتمال على الوصفين المتضادّين (أو شبه تضادّ[2] كالسماء والأرض) في المحسوسات فإنّهما وجوديّان أحدهما في غاية الارتفاع[3] والآخر في غاية الانحطاط وهذا معنى شبه التضادّ، وليسا[4] متضادّين لعدم تواردهما على المحلّ لكونهما من الأجسام دون الأعراض ولا من قبيل[5] الأسود والأبيض لأنّ الوصفين المتضادّين ههنا ليسا بداخلين في مفهومي السماء والأرض (والأوّل والثاني).........................
[1] قوله: [كالأسود والأبيض إلخ] مثال لما يتّصف بالمذكورات من السواد والبياض والإيمان والكفر, أي: فيصحّ أن يقال: ½جاء الأبيض وذهب الأسود¼ و½حضر المؤمن وغاب الكافر¼. قوله ½وأمثال ذلك¼ كالإطاعة والعصيان فيصحّ أن يقال ½الطائع جاء والعاصي ذهب¼. قوله ½فإنّه يعدّ إلخ¼ أي: فإنّ ما يتّصف بالمذكورات يعدّ إلخ, وهذا توجيه لجعل الذوات المتّصفة بالمذكورات متضادّة. قوله ½باعتبار الاشتمال إلخ¼ أي: وإلاّ فلا تضادّ بين ذاتي الأبيض والأسود بقطع النظر عن وصفيهما.
[2] قال: [أو شبه تضادّ] بأن لا يكون أحد الشيئين ضدًّا للآخر ولا موصوفاً بضدّ ما وصف به الآخر ولكن يستلزم كلّ منهما معنى ينافي ما يستلزمه الآخر كشبه التضادّ بين السماء والأرض وبين الأوّل والثاني.
[3] قوله: [في غاية الارتفاع إلخ] لعلّ المراد بالغاية هنا الشدّة والكثرة لا النهاية إذ فوق السموات أشياء كالعرش والكرسيّ وتحت الأرضين أشياء كالماء والحوت. قوله ½وهذا إلخ¼ أي: وكون أحدهما في غاية الارتفاع وكون الآخر في غاية الانحطاط هو معنى شبه التضادّ بين السماء والأرض.
[4] قوله: [وليسا إلخ] أي: وليس السماء والأرض إلخ. قوله ½لعدم تواردهما إلخ¼ أي: فهما خارجان من تعريف التضادّ بقيد التعاقب فيه كما مرّ. قوله ½لكونهما إلخ¼ علّة لعدم تواردهما على المحلّ.
[5] قوله: [ولا من قبيل إلخ] جواب ما يقال لِم لَم يجعل السماء والأرض من المتضادّين باعتبار اشتمالهما على الوصفين المتضادّين كما جعل الأسود والأبيض من المتضادّين بهذا الاعتبار, وحاصل الجواب أنّ الوصفين المتضادّين في الأبيض والأسود جزآن من مفهومهما بخلاف السماء والأرض فإنّ الوصفين المتضادّين فيهما لازمان لهما وليسا بداخلين في مفهوميهما.