عنوان الكتاب: مختصر المعاني

(وهو متعارف الأوساط) الذين ليسوا[1] في مرتبة البلاغة ولا في غاية الفهاهة (أي: كلامهم في مجرى عرفهم في تأدية المعاني) عند المعاملات[2] والمحاورات (وهو) أي: هذا الكلام (لا يحمد) من الأوساط[3] (في باب البلاغة) لعدم رعاية[4] مقتضَيات الأحوال (ولا يذمّ) أيضاً منهم لأنّ غرضهم تأدية أصل المعنى بدلالات وضعيّة وألفاظ كيف كانت ومجرّدُ تأليف يخرجها عن حكم النعيق (فالإيجاز[5] أداء المقصود بأقلّ من عبارة المتعارف والإطناب أداؤه بأكثر منها ثمّ قال) أي: السكّاكي (الاختصار لكونه نِسبيًّا يرجع فيه تارة إلى ما سبق)


 



[1] قوله: [الذين ليسوا إلخ] صفة مبيِّنة للأوساط من الناس. قوله ½ولا في غاية الفهاهة¼ أي: العجز عن الكلام. قال: ½أي: كلامهم إلخ¼ تفسير لمتعارَف الأوساط.

[2] قوله: [عند المعاملات] متعلِّق بمحذوف أي: في تأدية المعاني التي تعرض لهم عند المعاملات. قوله ½والمحاورات¼ أي: المخاطبات سواء كانت في معاملة أو لا فالمحاورات أعمّ من المعاملات.

[3] قوله: [من الأوساط] أي: إذا صدر من الأوساط, وإنّما قيّد بذلك لأنه يحمد من البلغاء لأنهم لا يأتون به إلاّ لنكتة ولكن حينئذ لا يكون من متعارَف الأوساط الذي يقاس به الإيجاز والإطناب.

[4] قوله: [لعدم رعاية إلخ] أي: لعدم رعاية لطائف المقامات, علّة لكونه لا يحمد منهم. قوله ½أيضاً منهم¼ أي: من الأوساط وإن كان يذمّ من البلغاء إن لم يقتضيه الحال. قوله ½لأنّ غرضهم إلخ¼ علّة لكونه لا يذمّ منهم. قوله ½ومجرّدُ تأليف إلخ¼ أي: وتأليف مجرّد عن النكات يُخرِج الألفاظ عن حكمِ أصوات الحيوانات العُجْم وعدمِ الدلالة لكونه مطابقاً للصرف واللغة والنحو ممّا يتوقّف عليه تأدية أصل المعنى فلا يذمّ منهم, فالكلام إنّما ينحصر في المحمود والمذموم بالنسبة إلى صدوره من غير أهل العرف الذين ليسوا من البلغاء.

[5] قوله: [فالإيجاز إلخ] أي: إذا بنينا على أمر عرفيّ فيقال في تعريف الإيجاز هو أداء المقصود إلخ ويقال في تعريف الإطناب هو أداء المقصود إلخ ويقال في تعريف المساواة هي أداء المقصود بقدر المتعارف. قال: ½ثمّ قال إلخ¼ إشارة إلى كلام آخر للسكّاكي في الإيجاز. قال: ½الاختصار¼ أي: الإيجاز, وإنّما عبّر أوّلاً بالإيجاز وثانياً بالاختصار تفنّناً لأنهما عند السكّاكي مترادفان.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471