عنوان الكتاب: مختصر المعاني

أي: إلى كون عبارة[1] المتعارف أكثرَ منه (و) يرجع تارة (أخرى إلى كون المقام خليقاً بأبسط ممّا ذُكِر) أي: من الكلام الذي ذكره المتكلّم[2] وتوهّم بعضهم أنّ المراد بـ½ما ذكر¼ متعارف الأوساط وهو غلط لا يخفى على من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، يعني كما أنّ الكلام[3] يوصف بالإيجاز لكونه أقلّ من المتعارف كذلك يوصف به لكونه أقلّ ممّا يقتضيه المقام بحسب الظاهر، وإنّما قلنا[4] ½بحسب الظاهر¼ لأنّه لو كان أقلّ ممّا يقتضيه المقام ظاهراً وتحقيقاً لم يكن في شيء من البلاغة، مثاله[5] قوله تعالى: ﴿رَبِّ إِنِّي وَهَنَ


 



[1] قوله: [أي: إلى كون عبارة إلخ] بيان لـ½ما سبق¼, وفيه أنّ ما سبق هو كونه أقلّ من عبارة المتعارف لا كون المتعارف أكثر منه, والجواب أنّ هذا بيانه باللازم فإنّ كونه أقلّ من المتعارف يلزمه كون المتعارف أكثر منه. قوله ½يرجع تارة¼ إشارة إلى أنّ قوله ½وأخرى¼ عطف على قوله ½تارة¼ بحذف موصوف.

[2] قوله: [أي: من الكلام الذي ذكره المتكلِّم] وسواء كان ما ذكره المتكلِّم أقلّ من المتعارف أو أكثر منه أو مساوياً له, وهذا بيان للمراد بـ½ما ذُكِر¼. قوله ½وتوهّم بعضهم¼ وهو الشارح الخلخالي. قوله ½وهو غلط¼ لأنّ المعنى عليه أنّ الموجز ما كان أقلّ من مقتضى المقام الذي هو أبسط من المتعارف, وهذا لا يشمل ما إذا كان أقلّ من مقتضى المقام الذي هو مساو للمتعارف أو أنقص منه مع أنه موجز بلا ريب. قوله ½قلب¼ أي: عقل. قوله ½أو ألقى السمع¼ أي: أصغى. قوله ½وهو شهيد¼ أي: حاضر, وفي الكلام اقتباس من القرآن.

[3] قوله: [يعني كما أنّ الكلام إلخ] توضيح لما ذكر من أنّ الإيجاز قد يرجع إلى ما سبق وقد يرجع إلى كون المقام خليقاً أي: حقيقاً وجديراً بأبسط ممّا ذكر. قوله ½بحسب الظاهر¼ أي: بحسب ظاهر المقام لأنّ باطن المقام يقتضي الاقتصار على ما ذكر لأنه إنّما عدل إليه عن مقتضى الظاهر لغرض التفرّغ مثلاً لطلب المقصود, ولهذا كان ما هو أقلّ من مقتضى الظاهر بليغاً فإنّه مطابق لمقتضى الحال.

[4] قوله: [وإنّما قلنا إلخ] بيان لفائدة عبارته. قوله ½ظاهراً وتحقيقاً¼ أي: ظاهراً وباطناً, تمييزان محوَّلان عن الفاعل أي: لأنه لو كان أقلّ ممّا يقتضيه ظاهرُ المقام وباطنُه. قوله ½لم يكن في شيء من البلاغة¼ أي: لعدم مطابقته لمقضى الحال, وإذا لم يكن في شيء من البلاغة فكيف يوصف بالإيجاز الذي هو وصف للكلام البليغ.

[5] قوله: [مثاله إلخ] أي: مثال الكلام الذي هو موجز باعتبار كون المقام خليقاً بأبسط منه قوله تعالى حكاية عن سيِّدنا زكريّا على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام: ﴿رَبِّ إِنِّي وَهَنَ ٱلۡعَظۡمُ مِنِّي وَٱشۡتَعَلَ ٱلرَّأۡسُ شَيۡبٗا﴾.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471