عنوان الكتاب: مختصر المعاني

(و) الفصاحة (في المتكلّم ملَكة) وهي كيفيّة[1] راسخة في النفس، والكيفيّة عرض[2] لا يتوقّف تعقّله على تعقّل الغير ولا يقتضِي القسمة واللاقسمة في محلّه اقتضاءً أوّليًّا، فخرج[3] بالقيد الأوّل الأعراضُ النسبيّة مثل الإضافة والفعل والانفعال ونحو ذلك، وبقولنا ½لا يقتضِي القسمة¼ الكميّاتُ، وبقولنا ½واللاقسمة¼ النقطةُ والوحدةُ[4]، وقولُنا ½أوّليًّا¼ ليدخل فيه مثل


 



[1]  قوله: [وهي كيفيّة إلخ] اعلم أنّ الكيفيّة أربعة أقسام الكيفيّة المحسوسة وهي إمّا راسخة كحلاوة العسل أو غير راسخة كحمرة الخجل, وكيفيّة الكميّة كالزوجيّة والفرديّة, والكيفيّة النفسانيّة أي: المختصّة بذوات الأنفس وهي الحيوانات دون الجماد والنبات كالحياة والعلم, والكيفيّة الاستعداديّة أي: المقتضية استعداداً وتهيّأ لقبول أثر مّا إمّا بسهولة كاللين أو بصعوبة كالصلابة, إذا عرفت هذا فاعلم أنّ قوله ½كيفيّة¼ إشارة إلى أنّ الملكة من مقولة الكيف وأنها من أحد أقسامه الأربعة, وقوله ½راسخة¼ احتراز عمّا لم تكن راسخة كالفرح واللذة, وقوله ½في النفس¼ احتراز عمّا تكون راسخة في الجسم كالبياض.

[2]  قوله: [والكيفيّة عرض] اعلم أنّ المتكلّمين حصروا الموجودات الحادثة في الجوهر والعرض, وقسّم الحكماء العرض إلى تسعة أقسام وهي الكم والكيف والإضافة والمتى والأين والوضع والملك والفعل والانفعال وسمّوا هذه التسعة مع الجوهر المقولات العشرة, ثمّ قسّموها إلى قسمين نسبيّةٍ وهي ما يتوقّف تصوّرها على تصوّر الغير وهي ما عدا الجوهر والكم والكيف, وغيرِ نسبيّة وهي ما لا يتوقّف تصوّرها على تصوّر الغير وهي الجوهر والكم والكيف, إذا عرفت هذا فاعلم أنّ قوله ½عرض¼ جنس شامل لأنواع العرض التسعة, وقوله ½لا يتوقّف تعقّله إلخ¼ فصل أوّل خرج به الأعراض النسبيّة السبعة, وقوله ½ولا يقتضي القسمة¼ فصل ثان خرج به الكم كالعدد والمقدار من الخط والسطح, وقوله ½واللاقسمة¼ فصل ثالث خرج به النقطة والوحدة, وقوله ½اقتضاءً أوّليًّا¼ أي: لذاته, وأمّا بالنظر لمتعلَّقه فقد يقتضي القسمة وقد يقتضي اللاقسمة كالعلم المتعلِّق بشيء مركّب فإنّه كيفيّة ويقتضي القسمة لكن لا لذاته بل باعتبار المتعلَّق وكذا العلم المتعلِّق بشيء بسيط فإنه كيفيّة ويقتضي اللاقسمة لكن لا لذاته بل باعتبار المتعلَّق, فهذا فصل رابع لا لإخراج شيء بل لإدخال مثل هذا العلم في التعريف.

[3]  قوله: [فخرج إلخ] غرضه بيان فوائد القيود في تعريف الكيفيّة كما نقلنا في الحاشية السابقة. قوله ½ونحو ذلك¼ من المتى والأين والوضع والملك؛ فإنّ هذه الأعراض يتوقّف تعقّلها على تعقّل الغير.

[4]  قوله: [النقطة والوحدة] النقطة هي نهاية الخط أي: انتهاؤه, والوحدة كون الشيء لا ينقسم, فإنّ كلاًّ منهما عرض يقتضي اللاقسمة, وإخراجهما بهذا القيد مبنيّ على مذهب الحكماء فإنّهما أمران وجوديّان عندهم وليسا من المقولات العشرة, ومرادهم بالموجودات المحصورة في العشرة الموجودات من الأجناس وهما ليسا جنسين لشيء, وأمّا عند المتكلّمين فالنقطة أمر اعتباريّ لا وجود له والوحدة أمر عدميّ, وح فلا يظهر إخراجهما بهذا القيد لأنّ الإخراج فرع الدخول وهما غير داخلين تحت الجنس أعني قوله ½عرض¼.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471