العلم بالمعلومات المقتضِية للقسمة أو اللاقسمة، فقوله ½ملَكة¼[1] إشعار بأنه لو عبّر عن المقصود بلفظ فصيح لا يسمّى فصيحاً في الاصطلاح ما لَم يكن ذلك راسخاً فيه، وقوله (يقتدر بها على التعبير عن المقصود) دون أن يقول ½يعبّر¼ إشعار بأنه يسمّى فصيحاً إذا وجد فيه تلك الملكة سواء وجد التعبير أو لَم يوجد، وقوله (بلفظ فصيح) ليعمّ[2] المفردَ والمركّبَ، أمّا المركّب فظاهر[3]، وأمّا المفرد فكما تقول عند التعداد ½دار¼ ½غلام¼ ½جارية¼ ½ثوب¼ ½بساط¼ إلى غير ذلك (والبلاغة في الكلام مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته) أي: فصاحة الكلام[4]، والحال هو الأمر الداعي للمتكلّم إلى أن يعتبر[5] مع الكلام
[1] قوله: [فقوله ½ملَكة¼] أي: دون أن يقول ½صفة¼, وهذا تفريع على ما ذكره من معنى الملكة بقوله ½وهي كيفيّة راسخة إلخ¼ والغرض بيان فائدة العبارة. قوله ½إشعار¼ أي: مشعر أو ذو إشعار.
[2] قوله: [ليعمّ إلخ] أي: وقوله ½بلفظ¼ دون أن يقول ½بكلام¼ ليعمّ إلخ, فلو قال ½بكلام¼ لتوهّم أنّ فصاحة المتكلّم هي ملكة الاقتدار على التعبير عن كلّ مقصود بكلام فصيح وهذا محال؛ لأنّ من المقاصد ما لا يمكن التعبير عنه إلاّ بالمفرد كما إذا أردتَ أن تلقي على الحاسب أجناساً مختلفة ليذكر عددها فتقول ½دار¼ إلخ.
[3] قوله: [أمّا المركّب فظاهر] أي: أمّا التعبير عن المقصود بالمركّب فظاهر لكثرة أفراده بخلاف التعبير عنه بالمفرد فإنّه ليس له إلاّ صورة واحدة فلذا مثّل لها بقوله ½فكما تقول إلخ¼.
[4] قوله: [أي: فصاحة الكلام] إشارة إلى مرجع الضمير. قوله ½والحال هو إلخ¼ شروع في مفاهيم المصطلحات الواقعة في التعريف؛ لأنّ معرفة المعرَّف تتوقّف على معرفة تعريفه وهي تتوقّف على معرفة أجزاء التعريف.
[5] قوله: [أن يعتبر] أي: يلاحظ ويقصد, وفيه إشارة إلى أنّه لا بدّ في بلاغة الكلام من كون الخصوصيّات واللطائف ملحوظة ومقصودة للمتكلّم فإن وجدت من غير قصد لا يسمّى الكلام بليغاً.