عنوان الكتاب: مختصر المعاني

وَتُسْعِدُنِيْ[1] فِيْ غَمْرَةٍ بَعْدَ غَمْرَةٍ * (سَبُوْحٌ) أي: فرس حسن الجري لا تُتعِب راكبَها كأنّها تجري في الماء (لَهَا) صفة ½سَبُوْحٌ¼[2] (مِنْهَا) حال من ½شَوَاهِدُ¼ (عَلَيْهَا) متعلِّق بـ½شواهد¼ (شَوَاهِدُ) فاعل الظرف أعني ½لَهَا¼ يعني أنّ لها من نفسها علامات دالّة على نجابتها، قيل التكرار[3] ذكر الشيء مرّة بعد أخرى ولا يخفى أنه لا يحصل كثرته بذكره ثالثاً، وفيه نظر لأنّ المراد بالكثرة[4] ههنا ما يقابل الوحدة ولا يخفى حصولها بذكره ثالثاً (و) تتابعُ الإضافات[5] مثل (قوله: حَمَامَةَ جَرْعَى حَوْمَةِ الْجَنْدَلِ اسْجَعِيْ) * فَأَنْتِ بِمَرْأًى مِنْ سُعَادَ


 



[1]  قوله: [وَتُسْعِدُنِيْ إلخ] تكميل البيت, و½تُسْعِدُ¼ من الإسعاد وهو الإعانة, والغمرة ما يغمرك من الماء والمراد هنا الشدّة من ذكر الملزوم وإرادة اللازم. قوله ½أي: فرس¼ إشارة إلى أنّ ½سَبُوْحٌ¼ صفة لمحذوف. قوله ½حسن الجري¼ فيه أنّ الفرس مؤنث سَماعاً فالواجب أن يقال ½حسنة¼, والجواب أنّه ذكّر الوصف لتأويل الفرس بالمركوب, أمّا قوله ½سَبُوْحٌ¼ فـ½فعول¼ بمعنى ½فاعل¼ يستوي فيه المذكّر والمؤنث.

[2]  قوله: [صفة ½سَبُوْحٌ¼] أي: مع فاعله لا أنّ ½لَهَا¼ هو الصفة وحده. قوله ½حال من شواهد¼ لأنه كان في الأصل نعتاً لها ونعت النكرة إذا قدّم عليها يعرب حالاً. قوله ½متعلِّق بشواهد¼ أي: الذي هو بمعنى الدلائل. قوله ½فاعل الظرف¼ لاعتماد الظرف على الموصوف وهو ½سَبُوْحٌ¼. قوله ½علامات¼ إشارة إلى أنّ المراد بالشواهد الدلائل. قوله ½على نجابتها¼ إشارة إلى أنّ قوله ½عَلَيْهَا¼ بحذف المضاف وهو النجابة.

[3]  قوله: [قيل إلخ] قائله الزوزني, وغرضه الاعتراض على المصـ بأنّ تمثيله بهذا البيت لكثرة التكرار غير صحيح لأنّ التكرار هو الذكر مرّة بعد أخرى, فإمّا أن يراد بالتكرار مجموع الذكرين أو الذكر الأخير وعلى الأوّل لا يتحقّق بتثليث الذكر تعدّد التكرار فضلاً عن كثرته وعلى الثاني لا يتحقّق به كثرته وإنْ تحقّق تعدّده فلا بدّ لتحقّق كثرة التكرار من تربيع الذكر والضمائر في البيت ثلاثة فقط.

[4]  قوله: [لأنّ المراد بالكثرة إلخ] حاصله أنّا نختار الشق الثاني بأنّ التكرار هو الذكر الثاني المسبوق بآخر لكنّ المراد بالكثرة ما زاد على الواحد وحينئذ فالتكرار يحصل بذكر الشيء ثانياً ويحصل كثرة التكرار بذكره ثالثاً كما في البيت فالمثال مطابق للممثّل له.

[5]  قوله: [تتابع الإضافات] إشارة إلى أنّ المثال الثاني الآتي لتتابع الإضافات, ففي كلام المصـ لفّ ونشر مرتّب. قوله ½فَأَنْتِ بِمَرْأًى إلخ¼ تكميل البيت. قوله ½ففيه إضافة إلخ¼ تطبيق المثال للممثّل له.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471