عنوان الكتاب: مختصر المعاني

الذي وقع (بين كلامين وهو أكثر[1] من جملة أيضاً) أي: كما أنّ الواقع هو بينه أكثر من جملة (قوله تعالى: ﴿فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ) فهذا[2] اعتراض أكثر من جملة لأنّه كلام يشتمل على جملتين وقع بين كلامين أوّلهما قوله ﴿فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ﴾ وثانيهما قوله: (نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ﴾ [البقرة:٢٢٢-٢٢٣]) والكلامان متّصلان معنى[3] (فإنّ قوله: ﴿نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ﴾ بيان لقوله ﴿فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ) وهو[4] مكان الحرث فإنّ الغرض الأصليّ من الإتيان طلب النسل لا قضاء الشهوة، والنكتة


 



[1] قال: [وهو أكثر إلخ] أي: والحال أنّ الاعتراض الواقع بين كلامين أكثر من جملة, ففيه تمثيلان تمثيل ما جاء بين كلامين وتمثيل ما هو أكثر من جملة. قوله ½أي: كما أنّ الواقع هو بينه إلخ¼ أي: كما أنّ الكلامين اللذين وقع الاعتراض بينهما أكثر من جملة, وإنّما أبرز الشارح ضمير ½هو¼ لجريان الصلة على غير من هي له لأنّ اللام الموصولة في ½الواقع¼ واقعة على الكلام وضمير ½هو¼ للاعتراض وضمير ½بينه¼ للام الموصولة.

[2] قوله: [فهذا] أي: قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ. قوله ½اعتراض أكثر من جملة¼ فيه أنّ أكثر من جملة هنا هو خبر ½إنّ¼ وإنّما الاعتراض جملة واحدة وليس أكثر من جملة لا محلّ لها من الإعراب, ويمكن أن يكون التمثيل واقعاً على أنّ الجملة الثانية خبر مبتدأ محذوف والجملة عطف على الجملة الأولى المستأنفة أو على أنّ الثانية الفعليّة مستقلّة معطوفة على الأولى الاسميّة, والآية مثال لا دليل.

[3] قوله: [فالكلامان متّصلان معنى] إشارة إلى أنّ قوله الآتي ½فإنّ قوله إلخ¼ علّة لكون الكلامين متّصلين معنى لكون الكلام الثاني بياناً للأوّل لأنّ مكان الإتيان في الأوّل مبهم فبيّن في الثاني أنه موضع الحرث.

[4] قوله: [وهو إلخ] أي: والمكان الذي أمرنا الله بإتيانهنّ منه مكان الحرث. قوله ½فإنّ الغرض الأصليّ إلخ¼ أي: إنّما كان قوله ﴿نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ بياناً لقوله ﴿فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ لأنّ الحكمة الأصليّة من الإتيان هو طلب النسل لأنه أهمّ الأمور المترتِّبة عليه لما فيه من بقاء النوع الإنسانيّ. قوله ½لا قضاء الشهوة¼ بل خلق الشهوة لذلك. قوله ½والنكتة إلخ¼ لمّا كان الاعتراض من الإطناب ولا بدّ في الإطناب من نكتة تعرّض لبيانها في الاعتراض في الآية. قوله ½الترغيب فيما أُمِروا به إلخ¼ وذلك لأنّ الإخبار بمحبّة الله للتائب عمّا نهي عنه إلى ما أمر به وللمتطهِّر من أدران التلبّس بالمنهيّ عنه بالتوبة والرجوع إلى المأمور به ممّا يؤكِّد الرغبةَ في الأوامر التي من جملتها الإتيان من مكان الحرث والنفرةَ عن النواهي التي من جملتها الإتيان في غير ذلك المحلّ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471