المجاز العقليّ [1] (السكّاكي) وقال: الذي عندي نظمه في سلك الاستعارة بالكناية بجعل الربيع استعارة بالكناية عن الفاعل الحقيقي بواسطةِ المبالغة في التشبيه وجعلِ نسبة الإنبات إليه قرينة للاستعارة، وهذا معنى قوله (ذاهباً إلى أنّ ما مرّ) من الأمثلة [2] (ونحوه استعارة بالكناية) وهي عند السكّاكي أن تذكر المشبّه وتريد المشبّه به بواسطة قرينة وهي أن تنسب إليه شيئاً من اللوازم المساوية للمشبّه به مثل أن تشبّه المنيّة بالسبع ثم تفردها بالذكر[3] وتضيف إليها شيئاً من لوازم السبع فتقول: ½مخالب المنية نشبت بفلان¼ بناء (على أنّ المراد بالربيع الفاعل الحقيقي) للإنبات يعني[4] القادر المختار (بقرينة نسبة الإنبات)
[1] قوله: [أي: المجاز العقليّ] إشارة إلى المرجع. قوله ½الذي¼ مبتدأ صلته الظرف وقوله ½نظمه¼ أي: نظم المجاز العقليّ أي: إدخال ما يسمّونه مجازاً عقليًّا خبره. قوله ½في سلك الاستعارة¼ أي: في بابها. قوله ½بجعل الربيع¼ تصوير للنظم أي: بأن يجعل لفظ ½الربيع¼ في ½أنبت الربيع البقل¼ استعارة بالكناية عن الفاعل الحقيقيّ للإنبات وهو الله تعالى. قوله ½بواسطة المبالغة إلخ¼ متعلِّق بجعل الربيع, والمراد بالمبالغة في التشبيه إدخالُ المشبّه في جنس المشبّه به وجعلُه فرداً من أفراده ادّعاءً. قوله ½وجعل نسبة الإنبات إلخ¼ عطف على قوله ½واسطة¼. قوله ½إليه¼ أي: إلى الربيع.
[2] قوله: [من الأمثلة] بيان لـ½مَا¼. قوله ½بواسطة¼ متعلِّق بـ½تريد¼. قوله ½تنسب إليه¼ أي: إلى المشبّهِ المذكورِ المرادِ به المشبّهُ به المحذوفُ. قوله ½اللوازم المساوية¼ المراد باللوازم التوابع, والمراد بكونها مساوية للمشبّه به أن لا توجد إلاّ منه لكونها خاصّة به إمّا مطلقاً أو بالنسبة إلى المشبّه.
[3] قوله: [ثمّ تفردها بالذكر] أي: تذكر المنيّة وتحذف السبع. قوله ½إليها¼ أي: إلى المنيّة المشبّهة المذكورة. قوله ½شيئاً¼ أي: لازماً من اللوازم السبع المشبّه به المحذوف. قوله ½بناءً¼ علّة لقوله ½ذاهباً¼.
[4] قوله: [يعني إلخ] أي: يعني السكّاكي بالفاعل الحقيقيّ المراد بالربيع القادر المختار. قوله ½الذي هو من اللوازم المساوية للفاعل الحقيقيّ¼ لأنه لا يوجد إلاّ منه. قوله ½أي: إلى الربيع¼ إشارة إلى المرجع.