عنوان الكتاب: مختصر المعاني

الغداة ومرّ العشيّ مجاز لا يقال هذا[1] داخل في الاستحالة لأنا نقول لا نسلّم ذلك كيف[2] وقد ذهب إليه كثير من ذوي العقول واحتجنا في إبطاله إلى الدليل (ومعرفة حقيقته) يعني: أنّ الفعل[3] في المجاز العقلي يجب أن يكون له فاعل أو مفعول به إذا أسند إليه يكون الإسناد حقيقة، فمعرفة فاعله أو مفعوله الذي إذا أسند إليه يكون الإسناد حقيقة (إمّا ظاهرة كما في قوله تعالى: ﴿فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمۡ﴾ [البقرة:١٦] أي: فما ربحوا في تجارتهم[4] وإمّا خفيّة) لا تظهر إلاّ بعد نظر وتأمّل (كما في قولك: ½سرّتني رؤيتك¼) أي: سرّني الله عند رؤيتك[5] (وقوله: يَزِيْدُكَ وَجْهُهُ حُسْناً * إِذَا مَا زِدْتَهُ نَظْراً) أي: يزيدك الله حسناً في وجهه


 



[1]  قوله: [لا يقال هذا] أي: لا يقال صدور الكلام عن الموحد في مثل ½أشاب الصغير وأفنى الكبير¼ داخل في الاستحالة العقليّة فإنّ الموحّد يحيل قيام الإشابة والإفناء بكرّ الغداة ومرّ العشيّ فلا يصحّ أن يمثل به للصدور عن الموحد الذي هو مقابل الاستحالة. قوله ½لا نسلِّم ذلك¼ أي: لا نسلِّم دخوله في الاستحالة العقليّة؛ لأنّ المراد بها هنا الاستحالة البديهيّة واستحالة قيام الإشابة والإفناء بكرّ الغداة ومرّ العشيّ نظريّة.

[2]  قوله: [كيف إلخ] أي: كيف يكون قيام الإشابة والإفناء بكرّ الغداة ومرّ العشيّ من المحال الضروري وقد ذهب إلى جوازه ووقوعه كثير إلخ. قوله ½في إبطاله¼ أي: في إبطال ما ذهب إليه هذا الكثير.

[3]  قوله: [يعني أنّ الفعل إلخ] اقتصر على الفعل لأنه الأصل وإلاّ فما في معناه مثله. قوله ½إذا أسند إليه¼ الجملة صفة لقوله ½فاعل أو مفعول به¼ وإنما أفرد الضمير لأنّ العطف بـ½أَوْ¼.

[4]  قال: [في تجارتهم] إشارة إلى الفاعل الحقيقيّ للربح وأنّ التجارة سبب له, وكان معرفته هنا ظاهرة بسبب أنّ أهل اللغة إذا قصدوا الاستعمال الحقيقيّ أضافوا الربح إلى التجّار لا إلى التجارة. قوله ½لا تظهر¼ وذلك لكثرة الإسناد إلى الفاعل المجازي وترك الإسناد إلى الفاعل الحقيقيّ. قوله ½إلاّ بعد نظر¼ المراد بالنظر مطلق التأمّل فعطف التأمّل عليه عطف تفسير, ويحتمل أن يكون المراد به النظر المصطلح عليه وهو ترتيب أمور معلومة للتأدّي إلى مجهول فيكون العطف من قبيل عطف اللازم على الملزوم.

[5]  قوله: [أي: سرّني الله عند رؤيتك] إشارة إلى الفاعل الحقيقيّ للمسرّة وأنّ الرؤية ظرف زماني لها, وقوله ½أي: يزيدك الله حسناً في وجهه¼ إشارة إلى الفاعل الحقيقيّ للزيادة وأنّ الوجه مفعول ثالث بالواسطة. قوله ½لما أودعه¼ علّة للزيادة. قوله ½من دقائق الحسن والجمال¼ بيان لـ½مَا¼.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471