عنوان الكتاب: مختصر المعاني

قِيْلُ اللهِ¼ (أو معنويّةٍ كاستحالةِ قِيام المسند بالمذكور) أي: بالمسند إليه المذكور[1] مع المسند (عقلاً) أي: من جهة العقل يعني: أن يكون بحيث لا يدّعي أحد من الْمُحقّين[2] والمبطلين أنه يجوز قيامه به؛ لأنّ العقل إذا خُلِّي ونفسَه يعدّه محالاً (كقولك: ½محبّتك جاءت بِي إليك¼) لظهور استحالة[3] قيام المجيء بالمحبّة (أو عادةً) أي: من جهة العادة (نحو: ½هَزَم الأميرُ الجُندَ¼) لاستحالة قيام هزم الجند بالأمير وحدَه عادةً وإن كان ممكناً عقلاً، وإنّما قال[4] ½قيامه به¼ ليعمّ الصدورَ عنه مثل ½ضَرَب¼ و½هَزَم¼ وغيرَه مثل ½قَرُب¼ و½بَعُد¼ (وصدورِه) عطف على استحالة[5] أي: وكصدور الكلام (عن الموحّد في مثل ½أشاب الصغير¼) البيت فإنه يكون قرينة معنويّة على أنّ إسناد ½أشاب¼ و½أفنى¼ إلى كرّ


 



[1]  قوله: [أي: بالمسند إليه المذكور] إشارة إلى حذف الموصوف. قوله ½من جهة العقل¼ إشارة إلى أنّ ½عقلاً¼ نصب على التمييز. قوله ½يعني أن يكون إلخ¼ أي: يكون المسند, وهذا جواب عمّا يقال إنه إذا كانت الاستحالة عقلاً قرينة صارفة عن إرادة الظاهر فلم كان قول الدهري: ½أنبت الربيع البقل¼ حقيقة مع أنّ العقل الصحيح يحيله, وحاصل الجواب أنّ الاستحالة التي تكون قرينة هي الاستحالة الضروريّة وهي التي لو خلّي العقل مع نفسه لَحكَم بها, واستحالةُ إنبات الربيع نظريّة.

[2]  قوله: [من المحقّين] وهم أهل السنّة. قوله ½المبطلين¼ كالدهريّة. قوله ½قيامه به¼ أي: قيام المسند بالمسند إليه. قوله ½إذا خلّي ونفسه¼ أي: مع نفسه من غير اعتبار أمر آخر معه من نظر أو عادة أو إحساس أو تجربة, وهذا تعليل لقوله ½لا يدّعي إلخ¼ أي: لا يدّعي أحد جواز قيامه به لأنّ العقل إلخ.

[3]  قوله: [لظهور استحالة إلخ] أي: إسناد المجيء إلى المحبّة مجاز عقليّ لظهور استحالة إلخ.

[4]  قوله: [وإنما قال إلخ] بيان لفائدة العبارة, وهذا حكاية بالمعنى؛ لأنّ المصـ لم يقل ذلك بل قال ½قيام المسند بالمذكور¼. قوله ½ضرب وهزم¼ مثالان للصدور عنه. قوله ½وغيرَه¼ أي: وغير الصدور مثل القرب في ½قربت الدار¼ فإنه قائم بالدار لكن لا على سبيل الصدور بل على سبيل الاتّصاف.

[5]  قوله: [عطف على استحالة] أي: معطوف على استحالة في ½كاستحالة قيام المسند بالمذكور¼, وإنما نبّه بهذا دفعاً لتوهّم كونه معطوفاً على قيام المسند فإنه فاسد. قوله ½أي: وكصدور الكلام¼ إشارة إلى أنّ الضمير راجع إلى الكلام المعلوم من المقام. قوله ½فإنّه يكون¼ أي: فإنّ صدور الكلام عن الموحّد الكامل يكون إلخ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471