عنوان الكتاب: مختصر المعاني

[القصص:٤]) نُسِب التذبيح الذي هو فعل الجيش إلى فرعون؛ لأنه سبب آمر[1] (﴿يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا﴾ [الأعراف:٢٧]) نُسِب نزع اللباس عن آدم وحوّاء على نبيّنا وعليهما السلام وهو فعل الله تعالى إلى إبليس؛ لأنّ سببه الأكل من الشجرة وسببُ الأكل وسوستُه ومقاسمتُه إيّاهما إنه لهما لمن الناصحين[2] (﴿يَوۡمٗا) نصب على أنه مفعول به لـ½تتقون¼ أي: كيف تتقون يوم القيمة إن بقيتم على الكفر يوماً (يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ شِيبًا [المزّمل:١٧]) نُسِب الفعل إلى الزمان وهو فعل الله تعالى حقيقة، وهذا كناية[3] عن شدّته وكثرة الهموم والأحزان فيه لأنّ الشيب ممّا يتسارع عند تفاقم الشدائد والْمِحَن أو عن طوله[4] وأنّ الأطفال يبلغون فيه أوانَ الشيخوخة (﴿وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا﴾ [الزلزال:٢]) أي: ما فيها[5]


 



[1]  قوله: [آمر] هذا بيان لكونه سبباً, والحاصل أنّ المسند إليه هنا سبب آمر وفيما قبله سبب عاديّ وفيما يأتي سبب بواسطة.

[2]  قوله: [إنه لهما لمن الناصحين] بكسر الهمزة على أنه جواب للمقاسمة, وبفتحها بناء على نزع الخافض أي: على أنه إلخ. قوله ½نصب¼ أي: منصوب.

[3]  قوله: [وهذا كناية] أي: تصيير ذلك اليوم الولدان شيباً. قوله ½كناية¼ يحتمل أن يكون المراد الكناية اللغويّة أي: عبارة, ويحتمل أن المراد الكناية الاصطلاحيّة؛ وذلك لأنّ قوله تعالى: ﴿يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ شِيبًا موضوع للازم الذي هو تسارع الشيب وقد استعمل اسم ذلك اللازم في الملزوم وهو شدّة اليوم وكثرة الهموم والأحزان فيه, وأشار إلى أنّ الكناية لا تنافي المجازَ العقليّ بقوله ½وهذا كناية¼.

[4]  قوله: [أو عن طوله] عطف على قوله ½عن شدّته¼ أي: أو هذا كناية عن طوله طولاً يبلغ فيه الصبيان أوان الشيخوخة وذلك لأنّ قوله ½يجعل الولدان شيبا¼ موضوع للازم طول الزمان وهو الشيخوخة فاستعمل في الملزوم وهو طول الزمان. قوله ½وأنّ الأطفال إلخ¼ معطوف على ½طوله¼ عطف تفسير.

[5]  قوله: [أي: ما فيها إلخ] تفسير مراد. قوله ½من الدفائن¼ أي: ما كان مدفوناً ومخزوناً فيها كالكنوز والموتى, وهذا بيان لـ½ما¼. قوله ½والخزائن¼ عطف تفسير. قوله ½إلى مكانه¼ أي: إلى الأرض التي هي مكان متعلَّق الإخراج وهو الشيء المدفون لا إلى مكان نفس الإخراج لأنه معنى من المعاني, والحاصل أنّ الإسناد في الآية إلى المفعول به بواسطة ½مِنْ¼ لا إلى الظرف المكاني؛ إذ لا يقال هنا ½أخرج فيها¼ بل ½أخرج منها¼.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471