على أنه فعل الله تعالى وأنه المبدئ والمعيد والمنشئ والمفنِي، فيكون الإسناد إلى جذب الليالي بتأوّل بناءً على أنه زمان أو سبب (وأقسامه) أي: أقسام[1] المجاز العقليّ باعتبار حقيقة الطرفين أو مجازيتهما (أربعة لأنّ طرَفيه) وهما المسند إليه والمسند (إمّا حقيقتان) لغَويّتان[2] (نحو: ½أنبت الربيع البقل¼ أو مجازان) لغَويّان (نحو: ½أحيى الأرضَ شبابُ الزمان¼) فإنّ المراد بإحياء الأرض تهييجُ القوى النامية فيها وإحداثُ نضارتها بأنواع النبات[3]
[1] قوله: [أي: أقسام إلخ] إشارة إلى أنّ المقصود بيان أقسام المجاز العقليّ وإن كانت الحقيقة العقليّة أيضاً تنقسم إلى هذه الأقسام الأربعة, وإنما تركها المصـ لعلمها بالمقايسة. قوله ½باعتبار إلخ¼ دفع ما يرد على المصـ من أنّ الكناية عنده ليست حقيقة ولا مجازاً وإذا التفت إليها كانت الأقسام أكثر, وحاصل الدفع أنّ حصره الأقسام في الأربعة إنما هو بهذا الاعتبار فلا ينافي زيادةَ الأقسام بزيادة الاعتبار.
[2] قوله: [لغَويّتان] أي: كلمتان مستعملتان فيما وضعتا له لغة, وإنما قيّد بقوله ½لغَويّتان¼؛ إذ لو اعتبر مطلق الحقيقة لزم تداخل الأقسام؛ لأنه يصدق على نحو ½أدخلته الصلاة الجنّة¼ أنّ طرفيه حقيقتان؛ فإنّ الإدخال حقيقة لغويّة والصلاة حقيقة شرعيّة ويصدق عليه أيضاً أنّ المسند حقيقة لغويّة والصلاة مجاز لغَويّ, فتداخل فيه القسمان قسم ما طرفاه حقيقتان وقسم ما طرفاه مختلفان. قوله ½لغَويّان¼ أي: كلمتان مستعملتان في غير ما وضعتا له لغة, وفائدة التقييد بهذا كفائدة التقييد بقوله ½لغَويّتان¼.
[3] قوله: [وإحداث إلخ] عطف على ½تهييج¼ عطف لازم على ملزوم فالإحياء مجموع الأمرين لكنّ مصبّ القصد هو الثاني فهو المستعار له لا تهييج القوى. قوله ½في الحقيقة¼ أي: في اللغة. قوله ½وهي¼ أي: الحياة الحادثة. قوله ½الحسّ¼ أي: الإحساس بمعنى الإدراك بالحواس الخمس الظاهرة. قوله ½والحركة الإراديّة¼ عطف لازم على ملزوم. قوله ½قواها النامية¼ أي: قوى الزمان المنمية, فالضمير راجع إلى الزمان وتأنيث الضمير نظراً لكون الزمان مدّة. قوله ½أي: قويّة مشتعلة¼ تفسير لـ½مشبوبة¼.