يعلم ولَم يستدلّ[1] بشيء على أنه لَم يُرِد ظاهرَه مثل الاستدلال (على أنّ إسناد ½مَيَّزَ¼) إلى جذب الليالى (في قول أبِي النجم: مَيَّزَ عَنْهُ) أي: عن الرأس[2] (قُنْزُعاً عَنْ قُنْزُعٍ) هو الشَعر المجتمِع في نواحي الرأس (جَذْبُ اللَيَالِيْ) أي: مُضِيُّها واختلافها (أبْطِئِيْ أَوِ اسْرَعِيْ) حال من الليالي على تقدير المقول أي: مقولاً فيها، ويجوز أن يكون الأمر بمعنى الخبر (مجاز) خبر ½أنّ¼[3] أي: استدلّ على أنّ إسناد ½مَيَّزَ¼ إلى ½جذب الليالي¼ مجاز (بقوله) متعلِّق بـ½استدلّ¼ أي: بقول أبِي النجم (عقيبَه) أي: عقيبَ قولِه ½ميّز عنه قنْزعاً عن قنْزع¼ (أَفْنَاهُ) أي: أبا النجم أو شعرَ رأسِه (قِيْلُ اللهِ) أي: أمرُه وإرادتُه (لِلشَمْسِ اطْلُعِيْ) فإنّه يدلّ[4]
[1] قوله: [ولم يستدلّ إلخ] من عطف لازم على ملزوم لأنه يلزم من نفي العلم والظنّ نفي الاستدلال, وفي إتيان الشارح بهذه العناية إشارة إلى أنّ في المتن حذف مشبّه والأصل: ما لم يعلم أو يظنّ أنّ قائله لم يعتقد ظاهره ولم يستدلّ بشيء على ذلك استدلالاً كالاستدلال على أنّ إسناد ½ميّز¼ إلخ, فقوله ½كما استدّل¼ مفعول مطلق لمحذوف دلّ عليه ½لم يعلم¼ وظاهر المتن تشبيه العلم والظنّ المنفيّ كلّ منهما بالاستدلال وهذا غير مناسب لعدم الالتئام بين الطرفين. قوله ½إلى جذب الليالي¼ إشارة إلى المسند إليه.
[2] قوله: [أي: عن الرأس] أي: المتقدِّم ذكره في قوله: قد أصبحت أم الخيار تدّعي * عليّ ذنباً كلّه لم أصنع * من أن رأت رأسي كرأس الأصلع. قوله ½هو الشَعر إلخ¼ تفسير اللفظ. قوله ½واختلافها¼ أي: تعاقبها لأنّ بعضها يخلف بعضاً ويأتي عقبه. قوله ½على تقدير المقول¼ لأنّ الجملة الطلبيّة إذا وقعت حالاً لا بدّ فيها من تقدير المقول فالمعنى: مقولاً في حقّها من الناس حين اليسر أبطئي وحين العسر اسرعي, أو من الشاعر لأنه لا يبالي بها بعد التمييز المذكور كيف كانت, فـ½أو¼ على الأوّل للتنويع وعلى الثاني للتخيير. قوله ½أن يكون الأمر بمعنى الخبر¼ أي: مع كونه حالاً والمعنى: حال كونه تبطئ أو تسرع, وإنما عبّر بصيغة الأمر للدلالة على أنّ الليالي في سرعتها وبطئها مأمورات بأمره تعالى مسخّرات بكلمة ½كن¼.
[3] قوله: [خبر ½أنّ¼] وكذا قوله ½متعلِّق إلخ¼ حلّ عبارة. قوله ½بقول أبي النجم¼ وكذا ½أي: عقيب قوله إلخ¼ إشارة إلى المرجع, وقوله ½أي: أبا النجم إلخ¼ إشارة إلى الاحتمالين في المرجع. قوله ½وإرادته¼ عطف تفسير, وفيه إشارة إلى أنّ المراد بـ½قيل الله¼ إرادته, وإنما لم يفسِّر به من أوّل الأمر لأنّ المتبادر من القيل الأمر.
[4] قوله: [فإنّه يدلّ إلخ] أي: فإنّ إسناد الإفناء إلى إرادته تعالى يدلّ على أنّ التمييز فعل الله؛ لأنّ هذا الإسناد شأن الموحد. قوله ½وأنه المبدئ والمعيد إلخ¼ وجه الدلالة على هذا أنّ قوله ½أفناه قيل الله¼ يدلّ على كون القائل مسلماً وكلّ مسلم يعتقد أنه تعالى هو المبدئ والمعيد إلخ. قوله ½على أنه زمان¼ أي: على أنّ جذب الليالي زمان, وهذا مبني على أنّ ½جذب الليالي¼ من إضافة الصفة إلى الموصوف أي: الليالي الجاذبة, فالمسند إليه في الحقيقة الليالي وهو زمان. قوله ½أو سبب¼ أي: سبب عادي, وهذا مبني على أنّ الإضافة حقيقيّة.