والماء جار في النهر (و½بنى الأمير المدينة¼) في السبب، وينبغي[1] أن يعلم أنّ المجاز العقليّ يجري في النسبة الغير الإسناديّة أيضاً من الإضافيّة والإيقاعيّة نحو: ½أعجبني[2] إنباتُ الربيع البقلَ وجريُ الأنهار¼، قال الله تعالى: ﴿وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَيۡنِهِمَا﴾ [النساء:٣٥] و﴿مَكۡرُ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ﴾ [سبأ:٣٣]، ونحو ½نوّمتُ الليل¼ و½أجريتُ النهر¼، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُطِيعُوٓاْ أَمۡرَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ﴾ [الشعراء:١٥١]، والتعريف المذكور إنّما هو للإسناديّ، اللّهمّ إلاّ أن يراد[3] بالإسناد مطلق النسبة، وههنا مباحث نفيسة وشّحنا بها الشرح (وقولنا) في التعريف (½بتأوّل¼ يُخرِج نحو: ما مرّ من قول الجاهل) ½أنبت الربيعُ البقلَ¼ رائياً الإنباتَ من الربيع؛ فإنّ هذا الإسناد وإن كان إلى غير ما هو له في الواقع لكن لا تأوّل فيه لأنه مراده ومعتقَده[4]، وكذا ½شَفَى الطبيبُ المريضَ¼ ونحو ذلك ممّا يطابق الاعتقاد دون
[1] قوله: [وينبغي إلخ] اعتراض على المصـ بأنّ المجاز العقليّ يجري في النسبة الإضافيّة والنسبة الإيقاعيّة أيضاً وتعريفه للمجاز لا يشملهما لأنه أخذ فيه الإسناد وهو عبارة عن النسبة التامّة. قوله ½من الإضافيّة والإيقاعيّة¼ بيان للغير, والنسبةُ الإضافيّةُ هي النسبة بين المضافين والإيقاعيّةُ هي نسبة الفعل إلى المفعول. قوله ½أعجبني إنبات¼ إلخ أمثلة للإضافيّة وقوله ½نوّمت الليل¼ إلخ أمثلة للإيقاعيّة ولذا فصل بـ½نحو¼.
[2] قوله: [½أعجبني إلخ¼] أصله ½أعجبني إنباتُ الله البقل في الربيع وأعجبني جريُ الماء في الأنهار¼ قوله تعالى: ﴿وَإِنۡ خِفۡتُمۡ﴾ الآية أي: ½وإن خفتم شقاق الزوجين في الحالة الواقعة بينهما¼. قوله تعالى: ﴿مَكۡرُ ٱلَّيۡلِ﴾ أي: مكر الناس في الليل والنهار. قوله ½نوّمت الليل¼ أصله: نوّمت الشخص في الليل. قوله ½أجريت النهر¼ أصله: أجريت الماء في النهر. قوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِيعُوٓاْ أَمۡرَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ﴾ أي: ½لا تطيعوا المسرفين في أمرهم¼ أوقع الفعل في هذه الأمثلة على غير ما حقّه أن يوقع عليه.
[3] قوله: [اللهم إلاّ أن يراد إلخ] إشارة إلى الجواب عن الاعتراض المذكور, وحاصله أن يقال إنّ الإسناد وإن كان نسبة تامّة لكنه أريد هنا مطلق النسبة سواء كانت تامّة كلإسناديّة أو غير تامّة كالإضافيّة والإيقاعيّة.
[4] قوله: [ومعتقده] عطف العلّة على المعلول. قوله ½وكذا شفى إلخ¼ أي: وكذا قول الجاهل شفى إلخ. قوله ½يخرج ذلك¼ أي: يخرج ما يطابق الاعتقاد دون الواقع كقول الجاهل ونحوه.