عنوان الكتاب: مختصر المعاني

بـ½إسناده¼، ومعنى التأوّل أن تطلب ما يؤول إليه من الحقيقة[1] أو الموضع الذي يؤول إليه من العقل، وحاصله[2] أن ينصب قرينة صارفة عن أن يكون الإسناد إلى ما هو له (وله) أي: للفعل، وهذا إشارةٌ[3] إلى تفصيل وتحقيق للتعريفين (ملابسات شتَّى) أي: مختلفة، جمعُ شَتِيت كمَرِيض ومَرْضَى (يلابس الفاعل والمفعول به والمصدر والزمان والمكان والسبب) ولَم يتعرّض[4] للمفعول معه والحال ونحوهما لأنّ الفعل لا يسند إليها (فإسناده إلى الفاعل أو المفعول به إذا كان مبنيًّا له) أي: للفاعل[5] أو المفعول به يعني أنّ إسناده إلى الفاعل إذا كان مبنيًّا للفاعل أو إلى المفعول به إذا كان مبنيًّا للمفعول (حقيقة كما مرّ) من الأمثلة


 



[1]  قوله: [من الحقيقة إلخ] ½من¼ فيه بيانيّة وفي قوله ½من العقل¼ ابتدائيّة أي: تطلب موضعه من العقل ما هو وكيف ينبغي أن يكون حتّى يكون على ما هو عليه في العقل, وإنما لم يقتصر الشارح على تطلب الحقيقة بل ضمّ إليها الموضع المذكور؛ لأنّ مذهبه أنّ المجاز العقليّ لا يلزم أن يكون له حقيقة عقليّة فإذا لم يكن هناك حقيقة لم يستقم تطلب الحقيقة كما في ½أقْدمَني بلدَك حقٌّ لي عليك¼.

[2]  قوله: [وحاصله] عطف على قوله ½معنى إلخ¼ أي: معنى التأوّل هو طلب الحقيقة أو الموضع, وحاصله ولازمه نصب قرينة إلخ, فالمصـ أطلق اسم الملزوم وهو التأوّل وأراد اللازم وهو نصب القرينة.

[3]  قوله: [وهذا إشارة إلخ] أي: قوله ½وله ملابسات¼ مشير إلخ. قوله ½وتحقيق¼ المراد به الذكر على الوجه الحقّ. قوله ½للتعريفين¼ أي: تعريف الحقيقة العقليّة وتعريف المجاز العقليّ. قوله ½أي: مختلفة¼ تفسير باللازم إذ الشتّ التفرّق. قوله ½جمع شتيت¼ أي: فالصفة مطابقة للموصوف.

[4]  قوله: [ولم يتعرّض إلخ] أي: لم يذكر المصـ في الملابسات المفعولَ معه نحو ½جاء الأمير والجيشَ¼ والحالَ نحو ½جاء خالد راكباً¼ والتمييز نحو ½طاب زيد نفساً¼ والمستثنى نحو ½قام القوم إلاّ زيداً¼. قوله ½لأنّ الفعل لا يسند إليها¼ أي: مع بقائها على معانيها المقصودة منها كالمصاحبة في المفعول معه والتقييد في الحال والبيان في التمييز فإنّ هذه المعاني لا تفهم فيما إذا رفع الاسم وأسند إليه الفعل.

[5]  قوله: [أي: للفاعل إلخ] إشارة إلى أنّ ضمير ½له¼ راجع لهما وإفراده لكون العطف بـ½أو¼. قوله ½يعني إلخ¼ أشار بالعناية إلى أنّ في كلام المصـ توزيعاً وأنّ الأصل: وإسنادُه إلى الفاعل إذا كان مبنيًّا له وإسناده إلى المفعول به إذا كان مبنيًّا له حقيقةٌ, وإلاّ فظاهر كلامه فاسد. قوله ½من الأمثلة¼ أي: للحقيقة.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471