(و) إسناده (إلى غيرهما) أي: غير الفاعل أو المفعول به[1] يعني غير الفاعل في المبنيّ للفاعل وغير المفعول به في المبنيّ للمفعول به (للملابسة) يعني: لأجل[2] أنّ ذلك الغير يشابه ما هو له في ملابسة الفعل (مجاز كقولهم: ½عيشة راضية¼) فيما بني للفاعل[3] وأسند إلى المفعول به؛ إذ العِيشة مرضيّة (و½سَيل مُفعَم¼) في عكسه، أعني: فيما بني للمفعول وأسند إلى الفاعل؛ لأنّ السيل هو الذي يُفعِم أي: يملأ مِن ½أفَعْمَتُ الإنَاءَ¼ إذا ملأته (و½شِعر شاعر¼) في المصدر، والأولى بالتمثيل بنحو ½جَدَّ جِدُّه¼؛ لأنّ الشِعر[4] هنا بمعنى المفعول (و½نَهاره صائم¼) في الزمان[5] (و½نَهر جار¼) في المكان؛ لأنّ الشخص صائم في النهار
[1] قوله: [أي: غير الفاعل إلخ] إشارة إلى مرجع الضمير, ولمّا كان ظاهر كلام المصـ أنّ الفعل المبنيّ للفاعل إذا أسند إلى غير الفاعل أو المفعول به كان مجازاً وأمّا إذا أسند إليهما كان حقيقة وكذا الفعل المبنيّ للمفعول إذا أسند إلى غيرهما كان مجازاً وإذا أسند إليهما كان حقيقة مع أنه ليس كك؛ إذ إسناد المبنيّ للفاعل إلى المفعول أو إسناد المبنيّ للمفعول إلى الفاعل مجاز أتى الشارح بالعناية تبييناً للمراد وإشارةً إلى التوزيع.
[2] قوله: [يعني: لأجل إلخ] لمّا كان ظاهر كلام المصـ أنّ علاقة المجاز هي الملابسة بين الفعل والمسند إليه المجازيّ مع أنّ هذا غير مراد أشار بهذه العناية إلى أنّ المراد أنّ علاقة المجاز هي المشابهة بين المسند إليه الحقيقيّ والمجازيّ في تعلّق الفعل بكلّ منهما نحو ½جرى النهر¼ فالمسند إليه المجازيّ النهر والمسند إليه الحقيقيّ الماء والجري يلابس الماء من جهة قيامه به ويلابس النهر من جهة وقوعه فيه.
[3] قوله: [فيما بني للفاعل إلخ] حال من القول المذكور أي: كائناً فيما بني مسنده للفاعل. قوله ½وأسند إلى المفعول به¼ أي: الحقيقيّ وإلاّ فالمسند إليه هنا فاعل نحويّ, وفيه إشارة إلى أنّ الشاهد في إسناد ½راضية¼ إلى الضمير المستتِر الراجع إلى ½عيشة¼ لا في إسناد ½راضية¼ إلى ½عيشة¼؛ لأنّ الإسناد إلى المبتدأ ليس حقيقة ولا مجازاً عند المصـ, وكذا يقال فيما بعد من الأمثلة.
[4] قوله: [لأنّ الشعر] أي: الذي هو مرجع الضمير في ½شاعر¼. قوله ½بمعنى المفعول¼ أي: بمعنى الكلام المؤلَّف أي: وحينئذ فهو من باب ½عيشة راضية¼ أي: من قبيل المبنيّ للفاعل المسند إلى المفعول والمقصود تمثيل المبنيّ للفاعل المسند إلى المصدر بخلاف ½جدّ جدّه¼ فإنه من هذا القبيل قطعاً.
[5] قوله: [في الزمان] أي: فيما بني للفاعل وأسند إلى الزمان. قوله ½في المكان¼ أي: فيما بني للفاعل وأسند إلى المكان. قوله ½في السبب¼ أي: فيما بني للفاعل وأسند إلى السبب.