عَمْراً¼ أو المفعول به فيما بني له نحو: ½ضُرِبَ عَمْرٌو¼ فإنّ الضاربيّة[1] لزيد والمضروبيّة لعمرو (عند المتكلِّم) متعلِّق بقوله ½له¼، وبهذا دخل فيه ما يطابق الاعتقاد دون الواقع (في الظاهر) وهو أيضاً متعلِّق بقوله ½له¼، وبهذا يدخل فيه ما لا يطابق الاعتقاد، والمعنى: إسناد الفعل أو معناه إلى ما يكون هو له عند المتكلّم فيما يُفهَم من ظاهر حاله، وذلك بأن[2] لا ينصب قرينة دالّة على أنه غير ما هو له في اعتقاده، ومعنى كونه له أنّ معناه قائم به ووصف له وحقّه أن يُسنَد إليه سواء كان مخلوقاً لله تعالى[3] أو لغيره وسواء كان صادراً عنه باختياره كـ½ضَرَبَ¼ أو لا كـ½مَاتَ¼ و½مَرِضَ¼، وأقسام الحقيقة العقليّة على ما يشمله التعريف أربعة الأوّل ما يطابق الواقع والاعتقاد جميعاً (كقول المؤمن: ½أنبت الله البقل¼ و) الثاني ما يطابق الاعتقاد فقط نحو (قول الجاهل: ½أنبت الربيع البقل¼) والثالث ما يطابق الواقع فقط كقول المعتزلي لمن لا يعرف حاله وهو يُخفيها منه: ½خلق الله تعالى الأفعال كلّها¼ وهذا المثال متروك في المتن (و) الرابع ما لا يطابق الواقع والاعتقاد جميعاً نحو: (قولك: ½جاء زيد¼ وأنت) أي: والحال أنك خاصّةً (تعلم أنه لَم يجئ) دون المخاطَب؛
[1] قوله: [فإنّ الضاربيّة إلخ] أي: وإنما كان الإسناد للفاعل في المثال الأوّل وللمفعول في المثال الثاني حقيقة لأنّ الضاربيّة إلخ. قوله ½متعلِّق بقوله ½له¼ أي: متعلِّق بعامله المستتِر وهو ½استقرّ¼, فلا يرد أنّ الظرف لا يتعلّق بمثله, وقد يقال لا مانع من تعلّقه به حيث كان مستقرًّا لاستقرار معنى العامل فيه عند حذف لفظه.
[2] قوله: [وذلك بأن إلخ] أي: الفهم من ظاهر حاله حاصل بسبب أنْ لا يلاحظ قرينة على أنه غير ما هو له عنده فإن لاحظها كان مجازاً. قوله ½ووصف له¼ تفسير لقيام المعنى به. قوله ½وحقّه أن يسند إليه¼ عطف مسبّب على سبب, والمراد بإسناده إليه نسبته إليه.
[3] قوله: [سواء كان مخلوقاً لله تعالى] كما هو عقيدة أهل السنّة من أنّ جميع أفعال العباد مخلوقة لله تعالى سواء كانت صادرة عنهم باختيارهم أو لا. قوله ½أو لغيره¼ كما هو توهّم المعتزلة من أنّ الأفعال الاختياريّة للعباد مخلوقة لهم.