عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

ترجمة صاحب "المطوّل"

اسمه ونسبه:

هو العلاّمة الإمام مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني العالم بالنحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والأصول وغيرها.

ولادته ونشأته:

ولد العلاّمة التفتازاني في شهر صفر سنة اثنتي عشرة وسبع مائة من الهجرة النبوية بـ"تفتازان" من بلاد "خراسان" وأقام بـ"سرخس", وقيل: مولده في سنة اثنتين وعشرين وسبع مائة.

شيوخه وأساتذته:

لقد انضمّ العلاّمة التفتازاني إلى حلقة درس العلاّمة عضد الدين الأيجي الذي كان يدرس علم الكلام مع المنطق, والبيان مع البديع, وعلم الأصول مع حقائق التنـزيل, ولكن كانت ذكاوة العلاّمة التفتازاني قليلة محدودة, بل كان موصوفاً ببلادة الذهن وبلاهة العقل وتجمد الفؤاد من بين زملائه في الدرس.

في "شذرات الذهب": كان سعد الدين في ابتداء طلبه بعيد الفهم جدًّا, ولم يكن في جماعة العضد أبلد منه, ومع ذلك كان كثير الاجتهاد ولم يؤيسه جمود فهمه من الطلب فاتّفق أن أتاه إلى خلوته رجل لا يعرفه, فقال له: قم يا سعد الدين لنذهب إلى السير. فقال: ما للسير خُلقتُ, أنا لا أفهم شيئاً مع المطالعة فكيف إذا ذهبت إلى السير ولم أطالع؟ فذهب وعاد, وقال له: قم بنا إلى السير, فأجابه بالجواب الأوَّل فذهب الرجل وعاد, وقال له مثل ما قال أوَّلاً. فقال: ما رأيت أبلد منك ألم أقل لك ما للسير خلقت؟ فقال له: رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم يدعوك فقام منـزعجاً ولم يتنعّل وخرج حافياً حتى وصل إلى مكان خارج البلد به شجيرات, فرأى النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم في نفر من أصحابه تحت تلك الشجيرات, فتبسّم له وقال: نرسل إليك المرّة بعد المرّة ولم تأت, فقال: يارسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم ما علمت أنك المرسل وأنت أعلم اعتذرت به من سوء فهمي وقلّة حفظي وأشكو إليك ذلك.

فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: افتح فمك وتفل له فيه ودعا له, ثُمّ أمره بالعودة إلى منـزله وبشّره بالفتح, فعاد وقد تضلّع علماً ونوراً, فلَمَّا كان من الغد أتى إلى مجلس العضد وجلس مكانه, فأورد في أثناء جلوسه أشياء ظنّ رفقته من الطلبة أنها لا معنى لها لِما يعهدون منه, فلمّا سمعها العضد بكى وقال: أمرك يا سعد الدين إليّ, فإنّك اليوم غيرك فيما مضى, ثُمّ قام من مجلسه وأجلسه فيه وفخم أمره من يومئذٍ.

هذه هي المدرسة الأولى التي تلقى فيها العلاّمة التفتازاني العلوم والفنون وتضلع بالمعارف والحكم, والعلاّمة الأيجي رحمه الله أحد من أساتذته ومشايخ عصره الذين كانوا من أفذاذ الرجال في العلم والفنّ.

ومنهم: ضياء الدين عبد الله بن سعد الله بن محمّد بن عثمان القزويني, يعرف بقاضي القرم العفيفي


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400