على خُزامَى الأرض النَفْحةُ من رائحتها يعني على جنس الخُزامَى, وذلك [1] لأنّ الاسم المفرد حامل لمعنى الجنسيّة والفرديّة فإذا أضيف إضافةً هي من خواصّ الجنس دون الفرد عُلِم أنّ القصد به إلى الجنس كالوصف [2] في نحو قوله تعالى: ﴿وَلَا طَٰٓئِرٖ يَطِيرُ بِجَنَاحَيۡهِ﴾ [الأنعام: ٣٨] على ما سيجيء إن شاء الله, (وأمّا تنكيره فللإفرادِ) أي: تنكير المسند إليه للقصد إلى فرد [3] ممّا يصدق عليه اسمُ الجنس (نحو قوله تعالى: ﴿ وَجَآءَ رَجُلٞ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ يَسۡعَىٰ﴾ [القصص:٢٠] أو النوعيّةِ) أي: القصد إلى نوع منه [4] (نحو: ﴿ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ﴾
[1] قوله: [وذلك إلخ] أي: وإفادة الإضافة هنا الجنسيّةَ لأنّ الاسم المفرد إلخ. قوله ½من خواصّ الجنس¼ أي: ممّا يتّصف به الجنس ولا يختصّ بفرد من الأفراد كإضافة الخُزامَى إلى الأرض فإنها ممّا يتّصف به جنس الخُزامَى ولا يختصّ بفرد من أفرادها فعلم أنّ القصد به إلى الجنس.
[2] قوله: [كالوصف إلخ] أي: إفادةُ الإضافةِ الجنسيّةَ والتعميمَ هنا مثلُ إفادةِ الوصف الجنسيّةَ والتعميمَ في نحو قوله تعالى: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَٰٓئِرٖ يَطِيرُ بِجَنَاحَيۡهِ﴾ [الأنعام:٣٨]. قوله ½على ما سيجيء¼ أي: في وصف المسند إليه من أنه وصف ½دابّة¼ و½طائر¼ بما هو من خواص الجنس لبيان أنّ القصد فيهما إلى الجنس دون الفرد وبهذا الاعتبار أفاد هذا الوصف زيادة التعميم والإحاطة.
[3] قوله: [للقصد إلى فرد إلخ] تفسير للإفراد أي: المراد أنه إذا قصد بالمسند إليه إلى فرد غير معيَّن نُكِّر ليدلّ تنكيره على هذا القصد فالداعي إلى التنكير هو القصد إلى فرد. قوله ½ممّا يصدق عليه اسمُ الجنس¼ المنكَّرُ فيكون القصد في الواحد إلى واحد وفي المثنّى إلى اثنَين وفي الجمع جماعة نحو ½جاء رجلان أو رجال من المدينة¼, فعُلِم أنّ الإفراد لا ينافي كونه مثنّى أو مجموعاً.
[4] قوله: [أي: القصد إلى نوع منه] أي: لكون المقصود بالحكم نوعاً ممّا يصدق عليه اسم الجنس المنكَّر لأنّ التنكير كما يدلّ على القصد إلى فرد كذلك يدلّ على القصد إلى نوع. قوله ½أي: نوعٌ من الأغطية¼ فتنكير ½غشارة¼ للنوعيّة وليس للإفراد لأنّ الفرد الواحد لا يقوم بالأبصار المتعدِّدة. قوله ½غيرُ ما يتعارَفه الناس¼ بجعل الإبهام وسيلة إلى الجهالة وكذا الحال في نِكات التنكير من التعظيم والتحقير والتكثير والتقليل, وفائدتها أن لا يأبى المخاطَب عن قبوله وليعلم أنه عسير الإزالة لعدم معرفته له.