إكرامٍ أو إذلالٍ أو نحوِهما نحو صديقك أو عدوّك بالباب , ومنه قوله تعالى: ﴿لَا تُضَآرَّ وَٰلِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُودٞ لَّهُۥ بِوَلَدِهِۦ﴾ [1] [البقرة:٢٣٣] فإنه لمّا نُهِيت المرأة عن المُضارّة أضيف الولد إليها استعطافاً لها عليه وكذا الوالد, أو لتضمّنها [2] استهزاءً وتهكّماً نحو: ﴿إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيٓ أُرۡسِلَ إِلَيۡكُمۡ لَمَجۡنُونٞ﴾ [الشعراء:٢٧], أو اعتباراً لطيفاً مجازيًّا [3] وهو الإضافة بأدنى ملابَسة من غير تملّكٍ واختصاصٍ نحو كوكبُ الخَرْقاء [4] أو لأنه لا طريق إلى إحضاره سوى الإضافة نحو غلام زيد بالباب , أو لإفادة الإضافة [5] جنسيّةً وتعميماً كقولهم تدلّك
[1] قال تعالى: [﴿لَا تُضَآرَّ وَٰلِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُودٞ لَّهُۥ بِوَلَدِهِۦ ﴾] أي: لا تضرّ الوالدةُ الوالدَ بسبب ولدها في أمر الحضانة ولا يضرّ الوالدُ الوالدةَ بسبب ولده في أمر الإنفاق لأنّ مُضارّة كلٍّ منهما عائد إلى ضرر الولد وهو محلّ الاستعطاف فإضافة الولد في الموضِعَين لتحريضهما على الاستعطاف.
[2] قوله: [أو لتضمّنها إلخ] أي: أو قد تكون الإضافة لأجل أنها تتضمّن استهزاءً نحو قوله تعالى حكايةً عن قول فرعون: ﴿إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيٓ أُرۡسِلَ إِلَيۡكُمۡ لَمَجۡنُونٞ﴾ فإنّ إضافة فرعون الرسولَ إلى المخاطَبين مع إنكاره الرسالةَ تدلّ على أنّ ذلك اللعين قصد بها الاستهزاء بموسى على نبيِّنا وعليه الصلاة والسلام.
[3] قوله: [أو اعتباراً لطيفاً مجازيًّا] أي: أو قد تكون الإضافة لأجل أنها تتضمّن اعتباراً لطيفاً مجازيًّا. قوله ½وهو¼ أي: والاعتبارُ اللطيف المجازيّ. قوله ½بأدنى ملابَسة¼ أي: بأدنى تعلّق. قوله ½من غير تملّكٍ إلخ¼ أي: من غير أن يكون المضاف مِلكاً للمضاف إليه أو مختصًّا به على ما هو الأصل في الإضافة.
[4] قوله: [نحو ½كوكبُ الخَرْقاء¼] أضيف الكوكب إلى الخَرْقاء من غير تملّك واختصاص, والغرض من الإضافة الإشارة إلى اعتبار لطيف مجازيّ وهو أنّ الخَرْقاء كانت امرأة كسلانة تضيع أوقاتها طول الصيف فإذا طلع سهيل - وهو كوكب بقرب القطب الجنوبيّ يطلع عند ابتداء البرد - وأحسّت بالبرد واحتاجت إلى الكسوة لدفع البرد فرّقت الصوفَ في أقاربها ليساعدنها لعجزها عن غزل ما يكفيها لضيق الوقت, فإضافة الكوكب إلى الخَرْقاء لأدنى ملابَسة وهي حرصها على العمل عند طلوعه, ووجه لطفِه ومجازيّتِه أنه جعلت أدنى ملابَسة بمنزلة الملابَسة التامّة والاختصاص.
[5] قوله: [أو لإفادة الإضافة إلخ] أي: أو قد تكون الإضافة لأجل أنها تفيد أنّ القصد إلى الجنس والتعميم. قوله ½وتعميماً¼ عطف تفسير. قوله ½تدلّك على خُزامَى الأرض النَفْحةُ من رائحتها¼ الخُزامَى نباتٌ في البادية أو بقلةٌ طيِّبةُ الرائحة, والنَفْحَةُ الطِيْب الذي ترتاح له النفس, والشاهد في إضافة الخُزامَى إلى الأرض حيث أفادت هذه الإضافةُ الجنسيّةَ يعني: تدلّك النفْحةُ على جنس الخُزامَى.