عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

وفرطِ السآمة لكونه في السجن وحبيبُه على الرحيل (مَعَ الرَّكْبِ الْيَمَانِيْنَ مُصْعِدٌ) أي: مُبْعِدٌ [1] ذاهبٌ في الأرض وتمامه: جَنِيْبٌ وَجُثْمَانِيْ بِمَكَّةَ مُوْثَق, والجنيب المجنوب [2] المُستتبِع, والجُثمان الشخص, والمُوثَق المُقيَّد, ولفظ البيت خبر ومعناه تأسّف وتحسّر على بُعد الحبيب (أو لتضمّنها تعظيماً لشأن المضاف إليه أو المضاف أو غيرهما كقولك) في الأوّل [3] ( عبدي حضر و) في الثاني ( عبد الخليفة ركب و) في الثالث ( عبد السلطان عندي ) تعظيماً لشأن المتكلِّم بأنّ عبد الخليفة عنده, وهو وإن كان مضافاً إليه [4] لكنّه غير المسند إليه المضاف وغير ما أضيف إليه المسند إليه وهو المراد بقوله أو غيرهما (أو) لتضمّنها


 



[1] قوله: [أي: مُبْعِدٌ] من ½أَبْعَدَ في السَفَر¼ أي: أمْعَنَ فيه كذا في "المعجم الوسيط" فما قيل إنّ قراءته على وزن ½مُكْرِم¼ غلط لأنّ ½أَبْعَدَ¼ لا يجيء لازماً محلُّ نظر, وهذا بيانٌ للمعنى المراد وقوله ½ذاهبٌ في الأرض¼ بيانٌ لأصل المعنى وفيه إشارةٌ إلى أنّ صلة قوله ½مُصعِدٌ¼ محذوفة بقرينة الحال.

[2] قوله: [والجنيب المجنوب] أي: الفعيل بمعنى المفعول كالحبيب بمعنى المحبوب, وفي قوله ½جَنِيْبٌ¼ إشارة إلى أنّ هواي ذاهب مع الركْب إكراهاً ولم يرضَ بمفارَقتي اختياراً لأنّ الجنيب كلّ طائع مُنقاد وإليه أشار الشارح بقوله ½المستتبِع¼. قوله ½ولفظ البيت إلخ¼ أي: فهو جملة خبريّةٌ لفظاً وإنشائيّةٌ معنى.

[3] قوله: [في الأوّل] وكذا قوله ½في الثاني¼ و½في الثالث¼ إشارةٌ إلى أنّ في الكلام لفًّا ونشراً مرتَّباً, وتعظيم المضاف إليه في الأوّل باعتبار كونه مالكاً للعبد وتعظيم المضاف في الثاني باعتبار كونه مملوكاً للخليفة وتعظيم المتكلِّم في الثالث باعتبار كونه مصاحباً لمملوك السلطان.

[4] قوله: [وهو وإن كان مضافاً إليه إلخ] دفع لشبهة أنّ المثال الثالث غير مطابق بالممثَّل له لأنه لغير المضافِ والمضافِ إليه وياءُ المتكلِّم في ½عندي¼ ليس غيرَهما لأنه مضاف إليه, وحاصل الدفع أنّ المراد بالمضاف المضاف المسند إليه وبالمضاف إليه المضافُ إليه المسندُ إليه فالمراد بغيرهما غير هذا المضافِ والمضافِ إليه ولا شكّ أنّ الياء غيرُهما إذ ليس شيئاً منهما فلا إيراد.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400