عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

[البقرة:٧]) أي: نوعٌ من الأغطية غيرُ ما يتعارَفه الناس وهو غِطاء التعامي[1] عن آيات الله, وفي "المفتاح"[2] أنه للتعظيم أي: غشاوة عظيمة تحجب أبصارهم بالكلّية وتحول بينها وبين الإدراك لأنّ المقصود[3] بيان بُعد حالهم عن الإدراك والتعظيمُ أدلّ عليه وأوفى بتأديته (أو التعظيمِ أو التحقيرِ) يعني أنه بلغ في ارتفاع شأنه أو انحطاطه مبلغاً لا يمكن أن يعرف (كقوله) أي: قول ابن أبي السِّمْط: (لَهُ حَاجِبٌ) أي: مانع عظيم[4] (فِيْ كُلِّ أَمْرٍ يَشِيْنُهُ *) أي: يعيبه (وَلَيْسَ لَهُ عَنْ طَالِبِ الْعُرْفِ) أي: الإحسان (حَاجِبٌ) حقير فكيف بالعظيم (أو التكثيرِ كقولهم: إنّ له لإبلاً وإنّ له لغنماً [5] أو التقليلِ نحو قوله تعالى: ﴿رِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ﴾ [التوبة:٧٢]) والفرق بين التعظيم والتكثير[6] أنّ التعظيمَ بحسب ارتفاع الشأن وعلوّ


 



[1] قوله: [وهو غِطاء التعامي إلخ] أي: وذلك النوع الغير المتعارَف عند الناس هو غِطاء التعامي إلخ إذ المعتارَف عندهم إنّما هو الغطاء الحِسّي, وإضافة الغطاء إلى التعامي بيانيّة أي: غِطاء هو التعامي عن آيات الله تعالى, وهذا التعامي إنّما هو من سوء اختيارهم وشآمة إصرارهم على الباطل.

[2] قوله: [وفي "المفتاح" إلخ] والأوّل في "الكشّاف" فكأنّ الشارح يطالب المصـ بوجه العدول عن الأصل مع أنّ ما فيه أدلّ على المقصود وأوفَى بتأديته. قوله أنه أي: تنكير غشاوة. قوله تحول بينها وبين الإدراك أي: بين أبصارهم وبين إدراك الآيات الدالّة على وحدانيّته تعالى.

[3] قوله: [لأنّ المقصود إلخ] تعليل لجعل تنكير غِشاوة للتعظيم أي: وذلك لأنّ المقصود من هذا الكلام بيان بعد حال الكُفّار عن الإدراك والتعظيمُ أدلُّ على هذا البعد وأوفَى بتأديته.

[4] قوله: [أي: مانع عظيم] تفسيرٌ للفظ وإشارةٌ إلى أنّ التنكير هنا للتعظيم. قوله أي: يعيبه تفسير اللفظ, وكذا قوله أي: الإحسان. قوله حقير إلخ إشارةٌ إلى أنّ التنكير هنا للتحقير, وهذا أولى من أن يقال إنّ التنكير فيه للإفراد فيفيد العمومَ لوقوعه في سياق النفي لأنّ العامّ يحتمل التخصيص بخلاف هذا, ثمّ القرينة على كون التنكير في حَاجِبٌ الأوّل للتعظيم وفي الثاني للتحقير مقام المدح.

[5] قال: [إنّ له لإبلاً وإنّ له لغنماً] أي: إبلاً كثيراً وغنماً كثيراً. قال تعالى: ﴿ رِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚأي: رضوان قليل أكبر من كلّ نعيم الجنّة لأنّ كلّ ما سواه من ثمراته.

[6] قوله: [والفرق بين التعظيم والتكثير إلخ] ردّ على من لم يفهم الفرق بينهما, والفرق بينهما بوجهَين أحدهما أنه يستعمل التعظيم في المتّصل الأجزاء والتكثير في المنفصلها نحو: حجر عظيم ورجال كثير, والثاني أنه يستعمل الأوّل في الكيفيّات والثاني في الكميّات وإليه أشار بقوله أنّ التعظيمَ إلخ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400