الطبقة والتكثيرَ بحسب اعتبار الكميّة[1] تحقيقاً أو تقديراً كما في المعدودات والموزونات والمُشبَّهات بهما, وكذا التحقيرُ والتقليلُ[2] وإلى الفرق أشار بقوله: (وقد جاء للتعظيم والتكثير نحو: ﴿وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ﴾ [فاطر:٤] أي: ذوو عدد كثير) هذا ناظر إلى التكثير[3] (وآيات عظام) هذا ناظر إلى التعظيم, ويجيء للتحقير[4] والتقليل أيضاً نحو أعطاني شيئاً أي: حقيراً قليلاً, فالتعظيم والتكثير قد يجتمعان وقد يفترقان وكذا التحقير
[1] قوله: [الكميّة] أي: العدد كما هو مصطلح أهل العربيّة. قوله تحقيقاً أو تقديراً أي: تحقيقاً كانت الكميّة أو تقديراً. قوله كما في المعدودات والموزونات مثال الكميّة تحقيقاً, والمعدودات إشارة إلى ما يعرض له العدد بالذات, والموزونات إشارة إلى ما يعرض له العدد بالواسطة فيشمل الممسوحات والمكيلات فإنّ العدد يعرض للموزونات بواسطة جَرام وجَرامَين مثلاً وللممسوحات بواسطة شِبر وشِبرَين مثلاً وللمكيلات بواسطة صَاع وصَاعَين مثلاً. قوله والمُشبَّهات بهما أي: وكما فيما شُبِّه بالمعدودات والموزونات كالمعاني التي تتّصف بالقلّة والكثرة عرفاً كالرضوان والرحمة, وهذا مثال الكميّة تقديراً.
[2] قوله: [وكذا التحقيرُ والتقليلُ] أي: وكالفرق بين التعظيم والتكثير الفرق بين التحقير والتقليل بأنّ التحقيرَ بحسب انحطاطِ الشأن وسفالةِ الطبقة فهو مقابل التعظيم, والتقليلَ بحسب اعتبار الكميّة والعدد تحقيقاً أو تقديراً فهو مقابل التكثير, والمثالُ المثالُ والبيانُ البيانُ سواءً بسواءٍ مثلاً بمثلٍ. قوله وإلى الفرق إلخ أي: وإلى الفرق بين التعظيم والتكثير أشار المصـ بقوله وقد جاء للتعظيم والتكثير ووجه الإشارة إلى الفرق بينهما أنّ عطف أحدهما على الآخَر يقتضي المغايرة بينهما فيعلم أنّ بينهما فرقاً.
[3] قوله: [هذا ناظر إلى التكثير] إن قيل الكثرة حاصلة من جمع الكثرة وهو رسل لا من التنكير, قيل المأخوذ من الجمع أصلُ الكثرة ومن تنكيره المبالغةُ في الكثرة, ولفظ الكثرة صادق على كليهما.
[4] قوله: [ويجيء للتحقير إلخ] أي: ويجيء التنكير مطلقاً للتحقير والتقليل أيضاً إلخ, فلا يرد أنّ الكلام في تنكير المسند إليه فلا يصحّ التمثيل بقوله أعطاني شيئاً لأنّ شيئاً ليس بمسند إليه. قوله أي: حقيراً هذا ناظر إلى التحقير. قوله قليلاً هذا ناظر إلى التقليل. قوله فالتعظيم إلخ تفريع على الأمثلة.