عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

الحنابلة وإلاّ فمتى صرّح القائلون بالخلق أنّ كلامهم في حروف متعالية عن التعاقب والترتب بريئة عن الأصوات والتشكلات بل متى ذهب وهمهم إليها؟

وكأنّ ابن تيمية أراد به نصر أولئك الجهلة من الحنابلة؛ إذ هو أيضاً منهم وليس فيه ما يقرّ عينه وعينهم فإنّما أنكروا وأكفروا؛ لأنّ القرآن العظيم شيء واحد لا تعدّد فيه أصلاً وهو المتجلّي في هذه الكسوات فمن حكم عليه بشيء في هذا التعيّن فقد حكم به على ذاته؛ إذ هو هو لا غيره كمن يحكم أنّ الذي صال على أبي جهل كان ولد ناقة خلق من ضراب فحل فقد حكم بهذه الشنعة على رسول الله الروح الأمين؛ إذ هو الصائل لا غير، فإن لم يكن المحل محلّ الشبهة والاشتباه لأكفرناه كذا هذا. ولا يلزم منه قِدَم تلك الكسوات والتعيّنات والكيفيّات والتشكّلات ألا ترى أنّ الصورة الجملية حدثت بعد وجود جبريل بألوف مؤلفة من السنين ولم يلزم بحدوثها الآن حدوث جبريل هذا الحين وقد قدَّمنا[1] عن إمام الأئمة سراج الأمّة الإمام الأعظم رضي الله تعالى عنه التصريحات الجليّة بحدوث الحروف، وقال أيضاً رضي الله تعالى عنه في "وصاياه"[2]: الحروف والكاغذ والكتابة كلّها مخلوقة؛ لأنّها أفعال العباد وكلام الله سبحانه وتعالى غير مخلوق. إلخ.


 



[1] انظر صــ٢٢-٢٣.

[2] "وصية الإمام أبي حنيفة النعمان"، الفصل الثاني، الخصلة الرابعة، صــ٤١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84