ولا يكون محلاًّ ذكر القرآن أمان وبه يجب الإيمان أنّه كلام الرحمن مع قطع حروفه في اللِّسان ونظم حروفه فيما رقم باليَراع والبنان فحدثت الألواح والأقلام وما حدث الكلام وحكمت على العقول الأوهام، اﻫ.
[تصريحات إمام الماتريدية والأشاعرة في كلام اللّٰه تعالى]
وفي "شرح الفقه الأكبر"[1] المنسوب إلى إمام السنّة عَلم الهدى أبي منصور الماتريدي رحمه الله تعالى –والله تعالى أعلم به-: الكلام لا يوصف بالمزايلة بظهور المكتوب في المصاحف ولسنا نقول: إنّ الكلام حالّ في المصاحف حتّى يكون قولاً بالمزايلة يدلّ عليه أنّه لو لم يكن المكتوب كلام الله تعالى لكان الكلام معدوماً فيما بين العباد فيؤدّي إلى تفويت خطاب الله تعالى اﻫ.
وفي "الإبانة عن أصول الديانة"[2] المنسوبة نسختها إلى إمام أهل السنّة أبي الحسن الأشعري[3] رحمه الله تعالى –والله تعالى أعلم بها-: إن قال قائل: حدّثونا أتقولون إنّ كلام الله تعالى في اللوح المحفوظ؟ قيل له: كذلك؛
[1] "شرح الفقه الأكبر"، البحث في كلام الله تعالى، صــ٣٥-٣٦.
[2] "الإبانة عن أصول الديانة، لا أقول إنّه مخلوق. إلخ، صــ٢٢٧-٢٢٨.
[3] هو علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن عامر ابن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري، اليماني البصري, أبو الحسن, متكلّم، تنسب إليه الطائفة الأشعرية. ولد بالبصرة، وسكن بغداد، وردّ على الملحدة والمعتزلة والشيعة والجهمية والخوارج وغيرها، وتوفّي ببغداد سنة ٣٣٠ﻫ، من تصانيفه الكثيرة: "الفصول" في الرّد على الملحدين والخارجين عن الملة، "خلق الأعمال"، "الرّد على المجسّمة"، "الرّد على ابن الراوندي في الصفات والقرآن" و"التبيين عن أصول الدين" وغيرها. ("معجم المؤلفين"، ٢/٤٠٥.