عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

نصٌّ في أنّ الكلام القديم والمنزّل واحد، وقال أيضاً: ويتكلّم لا ككلامنا ونحن نتكلّم بالآلات والحروف والله تعالى متكلّم بلا آلة ولا حرف والحروف مخلوقة وكلام الله تعالى غير مخلوق وهذا لأنّ الحروف إنّما هي نحو من أنحاء التعينات التي اكتساها الكلام عند التلفّظ ولا شكّ أنّها مخلوقة -ثمّ ذكر كلامه رضي الله تعالى عنه في "وصاياه" ثمّ قال:- ومثلها من غيره من الأئمّة أيضاً وما قال محقّقو الحنابلة ونقلوه عن الحبر الهمام الإمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه أنّ القرآن الذي هو غير مخلوق هو هذه الألفاظ المقروءة مرادهم ما ذكرنا والذين جاءوا منهم من بعدهم لم يتعمّقوا في تحصيل معناه ظنّوا أنّ هذه الحروف بهذا الترتيب قديمة حتّى توجّه الطعن إليهم وفي "تمهيد الشيخ عبد الشكور§ السالمي" أيضاً ما يفي به، هذا ما أعطيناك إجمالاً لما لا يرخص التقصير عن إبانة الحقّ في مثل هذا المطلب العظيم فإنّه قد اختار ذلك الإمام الهمام أحمد بن حنبل بذل نفسه فيه وقال ذلك العارف بالله الإمام الهمام داود الطائي: لقد قام أحمد مقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام اﻫ، مختصراً.

[إطلاق العام على الخاص غير  بعيد]

أقول: وفيما نقله عن صاحب "المواقف" نوع مخالفة لما نقله السيّد عن مقالته كما سنشير إليه إن شاء الله تعالى ولا يضرّ؛ فإنّ مرادنا وهو وحدة


 



§ كذا في نسخة الطبع وصوابه: أبو شكور، ١٢ منه [رحمه الله تعالى].




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84