وبالجملة فاحفظ عنّي هذا الحرف المبين ينفعك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم أنّك إن قلت: إنّ جبريل حدث الآن بحدوث الفحل أو لم يزل فحلاً مذ وجد فقد ضللت ضلالاً مُهيناً وإن قلت: إنّ الفَحل لم يكن جبريل بل شيء آخر عليه دليل فقد بهتَّ بهتاً مبيناً ولكن قل: هو جبريل قطعاً تصوَّر به فكذا إن زعمتَ أنّ القرآن حدث بحدوث المكتوب أو المقروء أو لم يزل أصواتاً ونقوشاً من الأزل فقد أخطأتَ الحقّ بلا مرية وإن زعمتَ أنّ المكتوب المقروء ليس كلام الله الأزليّ بل شيء غيره يؤدّي مؤدّاه فقد أعظمت الفرية ولكن قل: هو القرآن حقّاً تطوّر به وهكذا كلّما اعتراك شبهة في هذا المجال فاعرضْها على حديث الفحل تنكشف لك جليّة الحال وما التوفيق إلاّ بالله المهيمن المتعال.
[باعث ترتيب هذه الرسالة]
واعلم أنّي ما كنت كتبت من هذا المبحث العظيم المهم الجليل الأعلى، في المقدّمة الثانية إلاّ إلى عبارة[1] "ميزان الشريعة الكبرى"[2] ثمّ لمّا