عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

        أنوار المنّان في توحيد القرآن١٣٣٠ﻫ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الأحد في ذاته، الواحد في صفاته، المتعالي بقِدَمه عن الحدوث وسِماته[1] تعالى أن يتطرّق الحدوث إلى مسمّى لكلامه أو مِصداق لآياته، أو يكون لكلامه تجدّد بتجدّد تجلّياته أو تعدّد بتعدّد كسواته. هو الذي أنزل كلامه القديم على سيّد برِيّاته وخاتم رسله وأوّل مخلوقاته عليه وعلى آله وصحبه وذرّياته أفضل صلواته وأكمل تسليماته وأزكى تحيّاته وأنمى بركاته فتجّلى القرآن في الأذهان والآذان والورق واللِّسان والزمان والمكان وما انفصل عن الرّحمن ولا اتّصل بالأكوان في شيء من حضراته حدثت القلوب والأسماع واللّسن واليَراع[2] وتحوّلت الأحوال وتبدّلت الأوضاع والقرآن كما كان على قِدَمه وثباته.

[مراتب وجود الشيء]

اعلم أنّ العلماء الكرام جعلوا لوجود شيء أربع مراتب:

وجود في الأعيان كما لزيد الموجود في الخارج

ووجود في الأذهان وهو حصول صورة زيد التي هي مرآة ملاحظته في الذّهن


 



[1]       أي: علامات.          ("المعجم الوسيط", باب الواو, تحت اللفظ: الوسم, صــ١٠٣٢

[2]       أي: القلم.                  ("المعجم الوسيط", باب الياء, تحت اللفظ: يرع, صــ١٠٦٤




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84