ووجود في الكتابة كما إذا كُتب "زيد"، قال تعالى: ﴿ يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ ﴾ [الأعراف: ١٥٧] يعني: النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم. وظاهر أنّ هذين النحوين الأخيرين بل الثاني أيضاً ليست في عامّة الأعيان وجوداً لشيء بنفسه؛ فإنّ الحقّ حصول الأشياء بأشباحها لا بأنفسها.
أقول: وهذا هو عندي حقيقة إنكار أئمّتنا المتكلّمين الوجود الذهنيّ, أي: إنّ الشيء ليس في الذهن بل شبحُه، وحمله الإمام الرازي[1] على إنكار كونه علماً.
أقول: وهو أيضاً حقّ؛ فإنّ العلم عندنا –كما نصّ عليه إمام السنّة، عَلم الهدى أبو منصور الماتريدي[2] قدس سرّه- هي الحالة الإنجلائيّة دون
[1] هو الإمام, المفسّر محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري، أبو عبد الله، فخر الدين الرازي (ت٦٠٦ﻫ, وهو قرشي النسب. أوحد زمانه في المعقول والمنقول وعلوم الأوائل. أقبل الناس على كتبه في حياته يتدارسونها. من تصانيفه: "مفاتيح الغيب"، "لوامع البيّنات في شرح أسماء الله تعالى والصفات", "معالم أصول الدين" وغيرها. ("الأعلام" للزركلي، ٦/٣١٣.
[2] هو إمام الهدى, إمام المتكلّمين, مصحّح عقائد أهل المسلمين, ناصر السنّة وقامع البدعة محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتريدي, من أئمّة علماء الكلام، ورئيس أهل السنّة في الأصول. نسبته إلى "ماتريد" [محلة بـ"سمرقند"], (ت٣٣٣ﻫ من كتبه: "التوحيد", "أوهام المعتزلة", "مآخذ الشرائع", "تأويلات أهل السنّة" و"شرح الفقه الأكبر" المنسوب للإمام أبي حنيفة.
("الأعلام" للزركلي، ٧/١٩, تأويلات أهل السنّة, مقدّمة, ١/٧, ملتقطاً