في المصاحف مكتوب وفي القلوب محفوظ وعلى الألسن مقروء وعلى النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم منزَّل ولفظُنا بالقرآن مخلوق وكتابتنا له وقراءتنا له مخلوق والقرآن غير مخلوق، اﻫ.
وقال رضي الله تعالى عنه في "وصاياه"[1]: نقرّ بأنّ القرآن كلام الله تعالى ووحيُه وتنزيلُه وصفتُه لا هو ولا غيره بل هو صفته على التحقيق مكتوب في المصاحف مقروء بالألسن محفوظ في الصدور غير حالٍّ فيها –إلى قوله رضي الله تعالى عنه- والله تعالى معبود ولا يزال عمّا كان وكلامه مقروء ومكتوب ومحفوظ من غير مزايلة عنه، اﻫ.
[نصوص الأئمّة في توحيد كلام اللّٰه تعالى وعدم تعدّده]
وقال العارف بالله سيّدي العلامة عبد الغني النابلُسي[2] الحنفي قدِّس سرُّه القدسيّ في "المطالب الوفية"[3]: لا تظنّ أنّ كلام الله تعالى اثنان: هذا اللفظ
[1] "وصية الإمام أبي حنيفة النعمان"، الفصل الثاني، الخصلة الرابعة، صــ٤٠-٤٢، (دار ابن حزم، صــ١٠٣ (دار الفتح.
[2] هو سيد عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم النابلسي، (ت١١٤٣ﻫ، من تصانيفه: "إبانة النص في مسألة القص" أي: اللحية، "اتّحاف الساري في زيارة الشيخ مدرك الفزاري"، "إزالة الخفا عن حلية المصطفى صلّى الله عليه وسلّم"، "أنوار السلوك في أسرار الملوك"، "أنوار الشموس في خطب الدروس"، "الحديقة الندية شرح الطريقة المحمدية" وغيرها. ("هدية العارفين"، ١/٥90-٥٩٢.
[3] لم نعثر عليه.