عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

إلاّ إليه ولا يقبل إلاّ إياه ولا يُقبِل إلاّ عليه.

[مذهب أئمّتنا السلف في القرآن]

وذلك قول أئمّتنا السلف: إنّ القرآن واحد حقيقي أزليّ وهو المتجلّي في جميع المجالي ليس على قدمه بحدوثها أثر ولا على وحدته بكثرتها ضرر ولا لغيره فيها عين ولا أثر، القراءة والكتابة والحفظ والسمع والألسن والبنان والقلوب والآذان كلّها حوادث عرضة للغيار، والمقروء المكتوب المحفوظ المسموع هو القرآن القديم حقيقة وحقّاً ليس في الدار غيره ديّار والعجب أنّه لم يحلّ فيها ولم تخلّ عنه ولم يتّصل بها ولم تَبِن منه وهذا هو السرّ الذي لا يفهمه إلاّ العارفون وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلاّ العالمون إنّ من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلاّ العلماء بالله فإذا نطقوا به لا ينكره إلاّ أهل الغِرّة بالله، رواه في "مسند الفردوس"[1] عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلَّم.

والمسألة وإن كانت من أصعب ما يكون فلم آلُ بحمد الله تعالى جهداً في الإيضاح حتّى آض بعونه تعالى ليلها كنهارها بل قد استغنيت عن المصباح بالإصباح.


 



[1]       ذكره الديلمي في "مسند الفردوس" (٨٠٢، حرف الألف، ١/٢١٠: لأبي منصور شهردار بن شيروية بن شهردار الديلمي الهمذاني، (ت٥٥٨ﻫ.   ("كشف الظنون", ٢/١٢٥٤, "الأعلام"، ٣/١٧٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84