عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

حقيقة من دون أن ينفصل عن الذات الإلهيّة أو يتّصل بشيء من الحوادث أو يكون له حلول فيه أو يصيب ذيل قِدمه شِيَةً من حدوث تلك الكسوات أو يتطرّق إليه تعدّد بتعدّد الجلوات كما قلت:

أتجدُّد الملابس مغيّر للابس

وقلت:

شمس وراء مدارك الوَطْواط[1]

فعليك بالإيمان لا الإبعاط[2].

 [ظهور سيّدنا جبريل عليه السلام في صور مختلفة]

وهذا سيّدنا جبريل عليه الصّلاة بالتبجيل رآه عدوّ الله أبو جهل في صورة فَحلٍ وقد صال عليه وله ناب وهامَّةٌ لم ير مثلها حتّى نكص عدوّ الله على عقبَيه فهل يسوغ لأحد أن يزعم أنّه لم يكن جبريل وإنّما كان شيئاً آخر يدلّ على جبريل؟ حاش لله! بل كان جبريل يقيناً. وفي نفس الحديث عنه صلّى الله تعالى عليه وسلّم قال: ذاك جبريل لو دنا منّي لأخذه رواه ابن إسحاق[3]


 



[1] أي: الخُفّاش. ("القاموس المحيط"، باب الطاء، فصل الواو, تحت اللفظ: الوطواط، ٢/٥٩٣.

[2] الإبعاط: الغلوّ في الجهل وفي الأمر القبيح والقول على غير وجه وتجاوز المقدار كما في "ق"، اﻫ منه [رحمه الله تعالى].                        

["القاموس المحيط"، باب الطاء، فصل الباء، تحت اللفظ: بعط، ٢/٥٣٦]

[3]       هو محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني، من أقدم مؤرخي العرب من أهل المدينة ومن حفاظ الحديث. له: "السيرة النبوية" هذّبها ابن هشام، "كتاب الخلفاء" و"كتاب المبدأ". سكن بغداد فمات فيها سنة ١٥١ﻫ، ودفن بمقبرة الخيزران أمّ الرشيد.                      ("الأعلام" للزركلي، ٦/٢٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84