وأبو نُعيم[1] والبيهقي[2] عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما وإن كنّا نعلم أيضاً باليقين أنّ صورة جبريل الجميلة ليست صورة الجَمَليّة بل له ستّ مائة جَناح قد سَدّ الأفق.
ورأى الصحابة رضي الله تعالى عنهم في مسيرهم إلى بني قريظة دِحية بن خليفة متوجّهاً إليهم على بغلة بَيضاء فأخبروا به النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم فقال –كما في الحديث-: ذاك جبريل بُعث إلى بني قريظة يُزَلزِل بهم حصونَهم ويقذف الرُّعبَ في قلوبهم[3] وحديث أعرابي أتى النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلَّم يسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان والساعة وأشراطها لم يعرفه أحد ولا يُرى عليه أثر سفر، شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، وقوله صلّى
[1] هو أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، أبو نعيم، حافظ، مؤرّخ، من الثقات في الحفظ والرواية (ت430ﻫ، من تصانيفه: "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء"، "معرفة الصحابة"، "دلائل النبوّة". ("الأعلام"، 1/157.
[2] ذكره البيهقي في "دلائل النبوة" (٤٩٧، جماع أبواب المبعث، باب قول الله عزّ وجلّ: يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك. إلخ، ٢/١٩١. هو أحمد بن الحسين بن عليّ بن عبد الله أبوبكر الشافعي الفقيه البيهقي (ت٤٥٨ﻫ. من تصانيفه: "الجامع المصنّف في شعب الإيمان"، "السنن الصغيرة" في الحديث، "السنن الكبيرة" في الحديث، "كتاب الدعوات". ("هدية العارفين"، 1/٧٨.
[3] "جامع البيان في تأويل القرآن" = "تفسير الطبري" و"تفسير ابن جرير"، الأحزاب، تحت الآية: ٢٦، ١٠/٢٨٤.