[إكفار القائل بخلق القرآن متواتر عن الصحابة والتابعين]
أقول: ولم يعلموا أوّلاً أنّ إكفار القائل بخلق القرآن متواتر عن الصحابة الكرام والتابعين العظام، منهم: إمامنا إمام الأنام ومن بعدهم من الأئمّة الأعلام عليهم رضوان الملك المنعام كما ذكرنا نصوص جماعة منهم في كتابنا "سبحن السبوح عن عيب كذب مقبوح١٣٠٧ﻫ"[1] ولعلّ ما تركنا أكثر وكيف يجوز هذا مع وضوح عذرهم وظهور تأويلهم أنّا لا نحكم بهذا إلاّ على الكلام اللفظيّ بل قد صرّح في "شرح المقاصد"[2] أنّ هذا هو المتعارف عند العامة والقرّاء والأصوليين والفقهاء. إلخ، فتعيّن أنّهم لم يقولوا إلاّ بخلق اللفظي الذي أنتم أنفسكم بحدوثه قائلون.
أليس في "مواقفكم"[3] وشرحها[4]: "هذا" الذي قالته المعتزلة "لا ننكره"
[1] انظر "الفتاوى الرضوية"، الرسالة: سبحن السبوح عن عيب كذب مقبوح، ١٥/٣٨٠-٣٨٤.
[2] "شرح المقاصد"، المقصد الخامس، فصل في الصفات الوجوديّة، الاستدلال على قدم الكلام، ٣/١١١-١١٢.
[3] "المواقف" في علم الكلام: للعلامة عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي القاضي (ت756ﻫ. ("كشف الظنون", ٢/١٨٩١.
[4] "المواقف" و"شرح المواقف، الموقف الخامس، المرصد الرابع، المقصد السابع، الجزء الثامن، ٤/١٠٦, "شرح المواقف": للسيد الشريف علي بن محمد الجرجاني, (ت816ﻫ. ("كشف الظنون", ٢/١٨٩١.