قد وافقتم وصرحتم فما لكم تعترفون ثمّ تنصرفون!؟
أمّا التعلّل بنهيه للإيهام؛ كي لا تسبق إلى النفسي الأوهامُ فأقول: لا يفيد التفسيق فضلاً عن التكفير ألا ترى إلى قوله في "المقاصد"[1]: وإجراء صفة الدال على المدلول شائع مثل سمعتُ هذا المعنى وقرأتُه وكتبتُه -قال في "شرحها": هذا جواب آخر لأصحابنا، تقريره أنّ المراد بالمنزّل المقروء المسموع المكتوب إلى آخر الخواص هو المعنى القديم إلاّ أنّه وصف بما هو من صفات الأصوات والحروف الدالّة عليه مجازاً أو وصفاً للمدلول بصفة الدال كما يقال: سمعتُ هذا المعنى من فلان وقرأتُه في بعض الكتب وكتبتُه بيدي، اﻫ.– فإذا جاز وصفه بصفات الحدوث مع إرادة معنى القديم وذلك على سبيل التجوّز فكيف لا يجوز وصفه بالخلق مع إرادة اللفظ الحادث وذلك حقيقة الحق، وإن منع هذا للإيهام فكيف لم يحرم ذلك مع التصريح؟
ومن العجب قوله بعده[2]: وهذا ما قال أصحابنا: إنّ القراءة حادثة أعني: أصوات القارئ التي هي من اكتسابه ويؤمر بها تارة إيجاباً أو ندباً وينهى