شيبة[1] والطبراني "في الكبير"[2] عن أبي شُريح رضي الله تعالى عنه- إلى القرآن تفيد أنّه واحد لا تعدّد له أصلاً وهو الصفة القديمة وهو المكتوب في المصاحف المقروء بالألسنة المحفوظ في القلوب من غير حلول في شيء من ذلك ومن لم يفهم هذا على حسب ما ذكرنا لصعوبته عليه يجب عليه الإيمان به بالغيب كما يؤمن بالله تعالى وبباقي صفاته سبحانه وتعالى ولا يجوز لأحد أن يقول بحدوث ما في المصاحف والقلوب والألسنة، إلى آخر ما أفاد وأجاد عليه رحمة الملك الجواد.
وقال الإمام الأجل العارف بالله تعالى سيّدي عبد الوهاب الشعراني الشافعي[3] قدِّس سرّه الربَّاني في كتابه "ميزان الشريعة الكبرى"[4]: قد جعله –أي: المكتوب في المصحف- أهل السنّة والجماعة حقيقة كلام الله تعالى وإن كان النطق به واقعاً منّا فافهم، وأكثر من ذلك لا يقال ولا يسطر في كتاب، اﻫ.
[1] أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنَّفه" (١، كتاب فضائل القرآن، ٧/١٦٤.
[2] أخرجه الطبراني في "الكبير" (٤٩١، ما أسند أبو شريح الخزاعي، ٢٢/١٨٨.
[3] هو عبد الوهاب بن أحمد بن عليّ بن أحمد الشعراني الشافعي الشاذلي، (ت٩٧٣ﻫ فقيه، محدث، أصوليّ، صوفي. من تصانيفه الكثيرة: "كشف الغمّة عن جميع الأمّة"، "الأنوار القدسية في معرفة آداب العبودية "، "البدر المنير"، "الكبريت الأحمر في علوم الشيخ الأكبر، "اليواقت والجواهر في عقائد الأكابر". ("معجم المؤلفين"، ٢/٣٣٩، "هدية العارفين"، ١/٦٤١، "الأعلام"، ٤/١٨٠-١٨١.
[4] "الميزان الكبرى الشعرانية"، كتاب البيوع، باب ما يجوز بيعه وما لا يجوز، الجزء الثاني، صــ٨٧.