إن الطريقةَ المعتادةَ لزيارةِ مقابرِالأولياءِ والصالحينَ هو الإتيانُ من جهةِ أقدامِهم لا من جهة رؤوسهِم، فكيف بنبينا صلی الله تعالی عليه وآله وسلم؟ وهو إمامُ الأنبياء والأولياءُ فلايحبُّ أحد من أهل المحبةِ أن يأتی من جهةِ رأسِه صلی الله تعالی عليه وآله وسلم، وعندما حضَر الشيخُ رأی الزائرين يأتون إلی الروضة الشريفة من جهة الرأس، ويخرجون من جهة القدمين، لأنه قد خُصص باب السلام للدخول وباب جبريل عليه السلام للخروج، والحال أن باب جبريل عليه السلام من جانب الأقدام، وباب السلام من جانب الرأس، حضر الشيخ من باب جبريل عليه السلام ليکون دخوله بطريق الأدب، وإنْ كان الدخول من باب جبريل أصعب، لكثرة إزدحام الخارجين، لکنه لم يحب أن يدخل إلی الروضة الشريفة إلا بطريقة المحبين.