عنوان الكتاب: شرح الصدور

فقدم وقد رفعنا أيدينا عن قبرها ساعتئذ فقال في كم كفنتموها قلنا في ثيابها الخلقان فنبشها وكفنها في ثياب جدد وقال أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يحشرون فيها.

وأخرج إبن أبي الدنيا عن الشعبي قال إن الميت إذا وضع لحده أتاه أهله وولده فيسألهم عمن خلف بعده كيف فعل فلان وما فعل فلان.

وأخرج عن مجاهد قال إن الرجل ليبشر بصلاح ولده في قبره.

وقال السدي في قوله تعالى {وَيَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمۡ يَلۡحَقُواْ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ}[1] الآية يؤتى الشهيد بكتاب فيه ذكر من يقدم عليه من إخوانه يبشر به فيستبشر به كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا.

وأخرج إبن أبي الدنيا والبيهقي عن أبي هريرة قال يقال للمؤمن في قبره ارقد رقدة المتقين.

وأخرج إبن عساكر عن سعيد بن جبير قال مات إبن عباس رضي الله عنه بالطائف فشهدت جنازته فجاء طائر أبيض لم ير على خلقته فدخل في نعشه ثم لم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لم يدر من تلاها {يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ}[2] الآية.

وأخرج نحوه عن عكرمة وأبي الزبير ولفظه جاء طائر من السماء أبيض فدخل في أكفانه فما رؤي بعد فكانوا يرون أنه عمله.

وأخرج مجاهد وعبد الله بن يامين وبحر بن عبيد ولفظه طائر أبيض عظيم من قبل وج وعن غيلان بن عمر وميمون بن مهران ولفظه فالتمس فلم يوجد فلما سوي عليه سمعنا صوتا نسمع صوته ولا نرى شخصه {يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ} إلى آخر الآية.


 

 



[1]سورۃ آل عمران ، الآیۃ :١٨٠.

[2] سورة الفجر ، الآية : ٢٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331