الخطيب عن إبراهيم بن إسماعيل بن خلف قال كان أحمد بن نصر خالي فلما قتل في المحنة وصلب أخبرت أن الرأس يقرأ القرآن فمضيت فبت قريبا منه فلما هدأت العيون سمعت الرأس يقرأ {الٓمٓ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ}[1] فاقشعر جلدي.
وأخرج إبن عساكر من طريق أبي صالح كاتب الليث عن يحيى بن أبي أيوب الخزاعي قال سمعت من يذكر أنه كان في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شاب متعبد قد لزم المسجد وكان عمر به معجبا وكان له أب شيخ كبير فكان إذا صلى العتمة إنصرف إلى أبيه وكان طريقه على باب إمرأة فافتتنت به فكانت تنصب نفسها له على طريقه فمر بها ذات ليلة فما زالت تغويه حتى تبعها فلما أتى الباب دخلت وذهب يدخل فذكر الله وخلى عنه ومثلت هذه الآية على لسانه {إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ إِذَا مَسَّهُمۡ طَٰٓئِفٞ مِّنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ}[2] فخر الفتى مغشيا عليه فدعت المرأة جارية لها فتعاونتا عليه فحملتاه إلى بابه واحتبس على أبيه فخرج أبوه يطلبه فإذا به على الباب مغشيا عليه فدعا بعض أهله فحملوه فأدخلوه فما أفاق حتى ذهب من الليل ما شاء الله فقال له أبوه يا بني ما لك قال خير قال فإني أسألك بالله فأخبره بالأمر قال أي بني وأي آية قرأت فقرأ الآية التي كان قرأها فخر مغشيا عليه فحركوه فإذا هو ميت فغسلوه وأخرجوه ودفنوه ليلا فلما أصبحوا رفع ذلك إلى عمر رضي الله عنه فجار عمر إلى أبيه فعزاه به وقال ألا آذنتني قال يا أمير المؤمنين كان ليلا قال عمر فاذهبوا بنا إلى قبره فأتى عمر ومن معه القبر فقال عمر يا فلان {وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ}[3] فأجابه الفتى من داخل القبر يا عمر قد أعطانيهما ربي في الجنة مرتين.