فقال لي هذه إبنتي أزوجك بها وأقاسمك مالي وقد رأيت منزلتي من الملك فادخل في ديني حتى أفعل بك هذا فقلت ما أترك ديني لزوجة ولا لدنيا فمكث أياما يعرض علي ذلك فدعتني إبنته ذات ليلة إلى بستان لها فقالت ما يمنعك مما عرض عليك أبي فقلت ما أترك ديني لإمرأة ولا لشيء قالت فتحب المكث عندنا أو اللحاق ببلادك فقلت الذهاب إلى بلادي قال فأرتني نجما في السماء وقالت لي سر على هذا النجم بالليل واكمن بالنهار فإنه يبلغك إلى بلادك ثم زودتني وانطلقت فسرت ثلاث ليال أسير بالليل وأكمن بالنهار فبينما أنا اليوم الرابع مكمن فإذا الخيل فقلت طلبت فأشرفوا علي فإذا أنا بأصحابي المقتولين على دواب ومعهم آخرون على دواب شهب قالوا عمير قلت عمير فقلت أوليس قد قتلتم قالوا بلى ولكن الله بشر الشهداء وأذن لهم أن يشهدوا جنازة عمر بن عبد العزيز فقال لي بعض الذين معهم ناولني يدك يا عمير فناولته يدي فأردفني ثم سرنا يسيرا ثم قذف بي قذفة وقعت قرب منزلي بالجزيرة من غير أن يكون لحقني شيء.
وأخرج إبن الجوزي في كتاب عيون الحكايات بسنده عن أبي علي الضرير وهو أول من سكن طرسوس حين بناها أبو مسلم قال إن ثلاثة إخوة من الشام كانوا يغزون وكانوا فرسانا شجعانا فأسرهم الروم مرة فقال لهم الملك إني أجعل فيكم الملك وأزوجكم بناتي وتدخلون في النصرانية فأبوا وقالوا يا محمداه فأمر الملك بثلاثة قدور فصب فيها الزيت ثم أوقد تحتها ثلاثة أيام يعرضون في كل يوم على تلك القدور ويدعون إلى دين النصرانية فيأبون فألقى الأكبر في القدر ثم الثاني ثم أدني الأصغر فجعل يفتنه عن دينه بكل أمر فقام إليه علج فقال أيها الملك أنا أفتنه عن دينه قال بماذا قال قد علمت أن العرب أسرع شيء إلى النساء وليس في الروم أجمل من إبنتي فادفعه إلي حتى أخليه معها فإنها ستفتنه فضرب له أجلا أربعين يوما ودفعه إليه فجاء به فأدخله مع إبنته وأخبرها بالأمر ،