أنــعــم الله بـالظعيــــنة عيــنا ** وبـمـسراك يا أمين إليـــنا .
جزعا ما جزعت من ظلمة القبر ** وإن مسك التراب أمينا .
قال فأخبر القوم بما سمع فبكوا حتى إخضلت لحاهم ثم قالوا هل تدري من أمينة قلت لا قالوا صاحبة السرير هذه أختها ماتت عام أول فقال صفوان قد علمت أن الميت لا يتكلم فمن أين هذا الصوت.
وأخرج إبن أبي الدنيا أيضا عن سعيد بن هاشم السلمي قال أعرس رجل من الحي على إبنة فتخذ لذلك لهوا فكانت منازلهم إلى جانب المقابر قال فوالله إنهم لفي لهوهم ذلك ليلا إذ سمعوا صوتا منكرا أفزعهم فأصغوا مطرقين فإذا هاتف يهتف من بين القبور.
يـا أهـل لذة لــهو لا تـدوم لهم * * إن المنايا تبيد اللهو واللعبا .
كم قد رآيناه مسرورا بلذته * * أمسى فريدا من الأهلين مغتربا .
قال فوالله ما لبث بعد ذلك إلا أياما قلائل حتى مات الفتى المتزوج.
وأخرج أيضا عن صالح المري قال دخلت المقابر يوما في شدة الحر فنظرت إلى القبور خامدة فقلت سبحان الله من يجمع بين أرواحكم وأجسادكم بعد إفترافها ثم يحييكم ثم ينشركم من بعد طول البلى قال فنادى مناد من بين تلك الحفر يا صالح {وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ بِأَمۡرِهِۦۚ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمۡ دَعۡوَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ إِذَآ أَنتُمۡ تَخۡرُجُونَ} قال فسقطت والله بوجهي فزعا من ذلك الصوت.
وأخرج أيضا عن ثابت البناني أنه كان في مقبرة يحدث نفسه إذ هتف به هاتف يا ثابت إن تراهم ساكتين فكم فيهم من مغموم قال فالتفت فلم أر أحدا.
وأخرج أيضا عن بشر بن منصور قال قال لي عطاء الأزرق إذا حضرت المقابر فليكن قلبك فيمن أنت بين ظهرانيهم فإني بينما